يقف أزيد من مليوني حاج وحاجة اليوم الخميس، على صعيد عرفات الطاهر في يوم الحج الأكبر، أفضل يوم طلعت فيه الشمس، ليؤدوا الركن الأعظم من مناسك الحج وليشهدوا الوقفة الكبرى، بعد قضائهم يوم التروية أمس في مشعر منى. وجاءت طلائع ضيوف الرحمان منذ بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، في مشهد مهيب تحفهم السكينة والطمأنينة ذاكرين الله باختلاف ألسنتهم ولغاتهم، ومكبرين مقتدين بسنة المصطفى عليه أفضل الصلوات والسلام. وتوافد بعض الحجاج إلى صعيد عرفات منذ منتصف الليل، بينما انطلقت عملية التصعيد الرسمية بعد الفجر وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الجهات المكلفة بالحج لضيوف الرحمن لتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة. ويقع مشعر عرفة على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكةالمكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر ب 10.4 كيلومترات مربعة. وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية. وتؤمن الجهات السعودية المختصة خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وسبل المشاة وجميع الخدمات الأساسية التي تقدمها المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية والتموينية والأمنية وغيرها من الخدمات. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات واكبته متابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية لتنظيم وصولهم إلى المشعر حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. ويؤدى حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرة بعرفات جمعا وقصرا بآذان واحد وإقامتين جمع تقديم تأسيا بسنة الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه، ثم تبدأ جموعهم بعد غروب شمس هذا اليوم في النفرة إلى مزدلفة ومن ثم إلى منى لرمي الجمرات. وعرفة أو عرفات هو المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط ينتصب فيه جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل علوه إلى 300 متر وبوسطه شاخص يبلغ علوه سبعة أمتار. وعلى هذا الصعيد الطاهر، تقف كل عام الملايين من جموع الحجيج في زمان ومكان واحد، تشرئب فيه الأعناق وترتفع بالضراعة الى الله أكف الحجاج الذي جاءوا في كل فج عميق ملتمسين المغفرة والتواب والرحمة والدعاء بما تيسر لهم تأسيا بسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي قال " الحج عرفة".