بعد الاستنكار الواسع الذي وجّه إلى الحكومة بسبب صمتها في مواجهة الغضب العارم للشارع المغربي حول ما أثاره شريط الفيديو الذي خلق جدلا واسعا في المغرب، المتعلق بمراهقين مزقوا ملابس فتاة ولمسوا مناطق حساسة من جسدها، وحاولوا اغتصابها داخل حافلة للنقل العمومي في الدارالبيضاء؛ جاء أول رد فعل حكومي من لدن رئيسها، سعد الدين العثماني. واستحضر العثماني، اليوم الخميس في افتتاح المجلس الحكومي الأول بعد "عطلة الحكومة"، ما شهده الشارع المغربي من أحداث خلال فترة الصيف، مؤكدا أن ضمن هذه الأحداث ما يعرف ب"الاعتداء على فتاة حافلة البيضاء"؛ وهو الذي أثار نقاشا واسعا حول ضرورة مواجهة هذه الأحداث. ووجّه العثماني تحية إلى رجال الأمن؛ وذلك بعد إيقاف ستة قاصرين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، يشتبه في تورطهم في جريمة تتعلق بهتك عرض فتاة تعاني من خلل عقلي بالعنف، وتوثيق ذلك في شريط فيديو ونشره على شبكة الأنترنيت. وفي هذا الصدد قال رئيس الحكومة: "أريد تحية السلطات المحلية التي قامت بواجبها، وهذا المطلوب منها، وستواصل القيام بما هو متعين ضد الذين قاموا بهذا العمل الشنيع"، موجها كذلك "التحية إلى الرأي العام للرد الفعل الآني والفوري بالاستنكار والمطالبة بالمعالجة الآنية وبعيدة الأمد والجذرية لمثل هذه الظواهر". وأعلن العثماني أن "الحكومة بدأت عملية التفكير للقيام بآليات للمعالجة، وليس معاقبة من قام بالجرم فقط، بل للوقاية"، مشددا على ضرورة "ضمان عدم تكرار هذه الأعمال في المستقبل، حيث سيتم الإعلان في الوقت المناسب عن الآليات والإستراتيجية التي ستسلكها الحكومة في هذا المجال". وسبق لبسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، أن قالت، في تدوينة على "فيسبوك"، إنها تتابع "تبعات جريمة مؤسفة ومشينة تم اقترافها وتصويرها داخل حافلة للنقل الحضري، والتي ارتكبها قاصرون في حق فتاة"، معتبرة أن "الجريمة تسائلنا جميعا، كل من موقعه ومسؤوليته، مسؤولين ومنتخبين وفعاليات مدنية وإعلاميين ومؤثرين في المجتمع، وتدعونا إلى تقديم الأجوبة العملية بكل مسؤولية وموضوعية عن سؤال كبير: كيف يمكن لقاصر أن يمارس العنف وهو في غاية السرور؟ كيف لقاصر أن يرتكب جريمة منتشيا كمن يلاعب شيئا؟".