قال مصدر طبي عراقي، إن انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة يفاقمان أزمة تفسخ الجثث في ثلاجات حفظ الموتى التابعة لدائرة الطب العدلي شمال شرقي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى. وأضاف مهند سعيد، وهو مسؤول إداري في دائرة صحة نينوى، ضمن تصريح صحافي ، أن "تداعيات تفسخ الجثث بدأت تتفاقم، خاصة في ثلاجات الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة". وأوضح أنّ "روائح كريهة تنبعث من الجثث داخل المقربسبب تفسخها جراء انقطاع الكهرباء"، وأضاف أن "بعض الجثث التي تم انتشالها من تحت الأنقاض، وأخرى لمواطنين قتلوا خلال المعارك، متفسخة أصلًا". ولفت المتحدث الانتباه إلى أن "مئات الجثث في ثلاجات الطب العدلي تهدد بيئة المنطقة تزامنًا مع انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة"، وأشار إلى أن دائرة المنتوجات النفطية العراقية حجبت حصة الوقود الخاصة بدوائر الصحة في نينوى والمراكز الصحية داخل مدينة الموصل، مركز المحافظة، ومناطق اخرى خارجها، منذ ما يقارب 20 يومًا. وغالبا ما تقطع أو تخفض إدارة المنتوجات النفطية في الموصل، التابعة لوزارة النفط، حصة الوقود المخصصة للمولدات في الدوائر الحكومية بالموصل، إذا عانت نقصًا في الوقود الواصل إلى المدينة. بينما أوضح سعيد أن هذه المراكز كانت تحتاج الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، في محاولة لسد العجز سبب انقطاع التيار الكهربائي. ويدفع انقطاع الكهرباء عن السكان والدوائر الحكومية في الموصل، لساعات يوميًا، إلى الاستعانة بمولدات لتغطية العجز وتشغيل ثلاجات حفظ الموتى؛ لكن حصة الوقود التي تخصصها دائرة المنتوجات النفطية لتشغيل المولدات تتوقف بين الحين والآخر. واستُحدثت دائرة الطب العدلي، التابعة ل"صحة نينوى"، في الجانب الشرقي من الموصل منذ تحريره من تنظيم "داعش"، في يناير الماضي، بدلاً من المجمع الطبي الذي ما يزال مدمرًا في الجهة الغربية. ويستقبل مقر الدائرة، يوميًا، عشرات الجثث المتفسخة لمفقودين ومجهولين سقطوا خلال معارك الموصل، التي دامت نحو 9 أشهر بداية من 17 أكتوبر الماضي. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي أعلن، في 10 يوليوز الماضي، استكمال تحرير الموصل من "داعش"، الذي كان يسيطر على المدينة منذ 10 يونيو 2014، ويتخذها معقلًا رئيسًا له في العراق. *وكالة أنباء الأناضول