في إطار فعاليات المنتدى الدولي الأول لمضايق العالم، نظم مختبر الأبحاث حول الموارد الحركية والجاذبية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، بشراكة مع الجماعتين الترابيتين لتودغى العليا وتنغير، إلى جانب مؤسسة ازوغران تودغى، وبدعم من المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، طيلة اليوم السبت، بقاعة الاجتماعات بمركب "تماسينت" الواقع بمركز مدينة تنغير، يوما دراسيا حول موضوع: "المشروع الجماعي، الذكاء الترابي وتعبئة الموارد من أجل تنمية بلاد تودغى – تنغير". وشكل هذا اللقاء، الذي حضره عدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين؛ فضلا عن عدد من الفعاليات المدنية والمنتخبة، فرصة لرفع الستار على مجموعة من الإشكالات والإكراهات التي تقف حاجزا دون تحقيق هذا المشروع الترابي الجماعي؛ فضلا عن كونه مناسبة لخلق الإطار الملائم من أجل التأمل والتفكير في حلول ومقترحات من شأنها أن تساهم في تحقيقه. وتطرق الخبراء والباحثون المشاركون في هذا اللقاء العلمي، في مستهل تدخلاتهم، إلى ثلاثة محاور تلامس إشكالات ورهانات التنمية بمنطقة تودغى-تنغير: "بلاد تودغى –تنغير، تراب لأي مشروع جماعي؟"، و"الدينامية الجماعية الذكية وتعبئة الموارد من أجل تنمية بلاد تودغى"، إضافة إلى "التقارب والاندماج لبلاد تودغى – تنغير في التراب الجهوي". وأوضح المتدخلون في هذا اللقاء الدراسي أن بلاد تودغى – تنغير تتوفر على تراث ثقافي وطبيعي غني ومتنوع يمكن أن يساعد على خلق دينامية اقتصادية داخل هذا التراب، والتي من شأنها تحقيق التنمية"، مبرزين أن الرهان الأساسي لتنمية بلاد تودغى- تنغير اليوم يبقى رهينا بالتفكير في التنمية من خلال مقاربة ترابية تتميز بالشمولية والالتقائية وتعدد الفاعلين، ومشددين على أن "كل فاعل كيفما كان دوره ومسؤوليته له إمكانية التعبير عن وجهة نظره، مع القدرة على الدفاع عن مصالحه في الوقت نفسه". وأضاف المتدخلون في هذا اللقاء العلمي أن هناك ضرورة لمشاركة وتوافق أكبر عدد من هؤلاء الفاعلين في إعداد وبناء مشاريع تنموية ذات نتائج مستدامة، مسترسلين بأن هذه المقاربة الترابية للتنمية تمكن من تقوية قدرات هؤلاء الفاعلين، مع التعريف بخصوصية التراب من أجل ضمان تنافسيته على المدى البعيد. وشدد الأستاذة الجامعيون والطلبة الباحثون المتدخلون في هذا اللقاء على أن من الأساسي اعتبار التراب كتنظيم ناشئ يستوجب التعاون بين الساكنة والفاعلين، مع تعبئة الموارد المادية والمعرفية، وذلك في إطار مشروع مشترك ومتبادل. ويتضمن هذا اليوم الدراسي المنظم على هامش فعاليات الدورة الأولى للمنتدى الدولي لمضايق العالم، ما يزيد عن خمسة وعشرين مداخلة لمجموعة من الأساتذة الجامعيين، والطلبة الباحثين، تطرقت جلها إلى الإشكالات والإكراهات التي تواجه التنمية ببلاد تودغى تنغير، واقتراح الحلول الممكنة لتحقيق التنمية الترابية بالمنطقة، من خلال مشروع ترابي جماعي صاعد من الأسفل وشامل ومندمج جهويا ووطنيا، لدعم المناطق الصاعدة والمتخلفة عن ركب التنمية. جدير بالذكر أن منتدى درعة تافيلالت للخبراء والباحثين، والمركز الدولي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الحكامة المجالية بالواحات والمناطق الجبلية، سينظمان يوم غد الأحد يوما دراسيا آخر حول الموضوع نفسه، مع إعلان المقترحات والتوصيات الهامة التي سيخرج بها هذا المنتدى، خصوصا تلك المتعلقة بالمشروع الترابي الجماعي وعلاقته بالتنمية المحلية والإقليمية.