شيع العشرات من أبناء مدينة صفرو ومركز صنهاجة، عقب صلاة الظهر لليوم الخميس، في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، جثمان العسكري هشام أمهريط، شهيد الجيش بإفريقيا الوسطى، إلى مثواه الأخير بمقبرة بودرهم بمدينة صفرو. وعرفت مراسيم هذه الجنازة حضورا رسميا لشخصيات عسكرية ومدنية رفيعة يتقدمها عامل إقليمصفرو وقائد الحامية العسكرية بفاس، فضلا عن مشاركة مسؤولين من القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية ومصالحها الاجتماعية، وممثل عن قوات حفظ السلام الأممية. ووصل جثمان الفقيد، قادما من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء على متن حوامة عسكرية، إلى مركز آيت الطالب بضواحي مدينة صفرو، قبل نقله على متن سيارة لنقل الأموات، تابعة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، إلى منزل أسرة الهالك بمركز صنهاجة. وقد استقبلت العائلة فقيدها في أجواء غمرتها الدموع حزنا على فراق الشهيد الذي لقي أجله المحتوم بجمهورية إفريقيا الوسطى، يوم الأحد ما قبل المنصرم، إثر اعتداء وقع بمدينة "بانغاسو" على شاحنة صهريج مياه كان يؤمنها جنود للتجريدة المغربية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الأممية هناك. وجرى نقل نعش أمهريط، بعد ذلك، إلى مقبرة بودرهم بمدينة صفرو في أجواء مؤثرة، ووضع مسجى بالعلم الوطني قرب القبر المعد للدفن فيه وقد وضعت عليه الأوسمة التي حصل عليها الراحل خلال مشواره في سلك الجندية، ليسمح لعائلته بإلقاء النظرة الأخيرة عليه، ثم أقيمت صلاة الجنازة على جثمانه قبل أن يوارى الثرى إلى مثواه الأخير. وتميزت مراسيم جنازة الفقيد هشام أمهريط، البالغ من العمر 38 سنة، قضى منها زهاء 17 سنة في سلك الجندية، بقراءة رسالة النعي والعزاء التي بعثها محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، إلى عائلة الهالك، والتي قال فيها ملك المغرب: "محبي جنابنا الشريف، أفراد أسرة المغفور له، العريف الأول هشام أمهريط، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، لقد تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ استشهاد العريف الأول هشام أمهريط، الذي لبى نداء ربه على إثر الاعتداء الغادر الذي استهدف دورية لتجريدة القوات المسلحة الملكية في بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى". وأضافت الرسالة الملكية الموجهة إلى أسرة أمهريط: "وإننا إذ نعرب لكم، ومن خلالكم لكافة أهلكم وذويكم ولأسرة القوات المسلحة الملكية، عن أحر تعازينا وصادق مواساتنا في هذا المصاب الأليم، لنسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد، شهيد الواجب الوطني، بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجزيه الجزاء الأوفى على ما قدمه لوطنه من جسيم التضحيات، ويعوضكم عن رحيله جميل الصبر وحسن العزاء. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون، صدق الله العظيم".