وأنت تتجول بشوارع وأزقة مدينة سطات تسرعي انتباهك أزبال منتشرة هنا وهناك.. حاويات قليلة ومهترئة بعضها مربوطة بأسلاك وحبال. كما أنها لا تستوعب كمية النفايات التي يتخلص منها المواطنون، حيث تزداد الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتنتشر الحشرات مع ارتفاع درجة الحرارة. وبالرغم من انتشار حاويات تحت أرضية التي جرى الاتفاق عليها بين المجلس والشركة، في تجربة على مستوى 10 نقط بالمدينة، بالرغم من تكلفتها حيث تقدر قيمة كل محطة بما يقارب 15 مليون سنتيم؛ فإن عددا من السكان الذين التقتهم هسبريس عبروا عن تذمرهم من الخدمات على مستوى النظافة "تراكم الأزبال وسوء توزيع الحاويات، ووضعيتها المهترئة وعدم معرفة المواطنين لتوقيت مرور الشاحنات هي السمة التي تطبع قطاع النظافة بسطات"، يقول أحد المواطنين بحي مجمع الخير. جمعويون يدقون ناقوس الخطر وديع المهتدي، فاعل جمعوي بسطات، دقّ ناقوس الخطر على مستوى الوضع العام للنظافة وتدبير النفايات بالمدينة، واصفا ذلك ب"الوضع الكارثي الذي يسير في تراجع خطير"، مقارنة بالسنوات الماضية، معلّلا ذلك بانتشار نقط سوداء عبارة عن "مطارح صغيرة"، إضافة إلى حالة الحاويات المكسّرة والمهترئة التي يرثى لها بالإضافة إلى عدم كفاية عدد العمال. وحكم المهتدي، في تصريحه لهسبريس، على التدبير المفوض في قطاع النظافة في مدينة سطات بالفشل لكونه غير منظم في التوقيت، مقارنا ذلك بالوضع القديم حين كان تحت تسيير المجلس الجماعي، معللا ذلك بانتظام العمّال وانضباط توقيت مرور الشاحنات لجمع النفايات. وحول الحماية الصحية للعمال، لاحظ وديع المهتدي أن العمال غير مستفيدين من الوسائل الوقائية ومعدات السلامة الجسدية، دون أن يلقي اللوم على العمال لكونهم متضررين من الشركات التي يشتغلون معها. وطالب الفاعل الجمعوي، في ختام تصريحه، المجلس الجماعي بالعمل على ضبط شروط دفتر التحملات مع الشركة التي تتحمل التدبير المفوض في تدبير النفايات، مسجلا انقطاع التواصل بين الشركة وبين فعاليات المجتمع المدني، باستثناء بعض الحملات التي ينظمها المجلس البلدي والتي تشارك فيها بعض الجمعيات وتنخرط فيها بمبادرة شخصية منها. هموم النظافة عبد الرحمان العزيزي، رئيس المجلس البلدي بسطات، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن تدبير النفايات بسطات يدخل في إطار التدبير المفوض المرتبط بصفة خاضعة لدفتر الشروط والتحملات، الذي يتضمن التزامات الشركة والجماعة الترابية بكل وضوح، مقرا بأنه لا يخلو من نقائص واختلالات التي تظهر خلال الممارسة العملية؛ من أهمها ما لاحظه السكان من نقص على مستوى الحاويات. وأضاف رئيس المجلس الجماعي لسطات أن المدير العام للشركة أفاد الجماعة بكون عدد من الحاويات التي تشتغل بها الشركة، والتي لا يمكن تجاوزها إلا بعد مرور سنتين، معتبرا ذلك غير معقول بكونه قد يتعرض للسرقة أو الإتلاف الطبيعي. وبخصوص عدد العمال، أوضح المسؤول الجماعي أن الشركة لديها 125 من الأيادي العاملة، معتبرا ذلك غير كاف بحكم التوسع العمراني للمدينة. وزاد عبد الرحمان العزيزي ملاحظة أخرى تتعلق بعملية الكنس، التي لا تكون يومية وفق الاتفاق المبرم، موضحا في هذا الباب أن هناك بعض الشوارع الرئيسية المحدد في دفتر الشروط والتحملات، التي يكون كنسها يوميا وهناك شوارع تكنس 4 مرات في الأسبوع، في حين أن هناك ما يستفيد من الكنس مرة واحدة في الأسبوع. وبخصوص دور الجماعة الترابية في المراقبة، أوضح رئيس المجلس البلدي بسطات أن المجلس عقد اجتماعا معه الشركة وطالبها بمد الجماعة بلائحة مفصّلة تخص الجدولة الزمنية التي تشتغل بها، وكذا لائحة بأسماء العمال وهواتفهم المكلفين بشوارع معينة، حتى تتمكن المصالح البلدية من المراقبة، وسيتم نشرها عبر موقع الجماعة الترابية في إطار تواصلي مع المواطن، مشيرا إلى أن المجلس منذ تسلمه لمهام التسيير وجّه عدة غرامات إلى الشركة على مستوى كل شهر بخصوص جميع الاختلالات المسجلة. مسؤول الشركة لا يجيب تداخل ملف التدبير المفوض في قطاع النظافة بسطات ومدى أهميته بالنسبة للمواطنين جعلنا نتجه إلى مقر الشركة من أجل أخذ رأي مسؤوليها في الموضوع، إلا أننا لم نجد المكلف بالتسيير بمكتبه. وحاولت هسبريس، عدة مرات، الاتصال به هاتفيا؛ غير أن الهاتف ظل يرن دون إجابة.