عبّر تجار الأسواق المحاذية لساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، كالملاح وممر الأمير والقنارية والسمارين ودرب ضباشي، عن تذمرهم مما أسموه "سوء تخطيط المشرفين على مشروع الحاضرة المتجددة، الذي حرمنا من موقف خاص بالسيارات والشاحنات التي تنقل السلع، ما تسبب لنا في خسائر مادية"، بحسب تصريحات متطابقة أدلو بها لهسبريس. وفي هذا السياق، قال مصطفى مقودي، رئيس رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية بجامع الفنا ومحيطها، إن "الحرفيين بمنطقة القصادرية، وتجار كل من ممر الأمير وسوق القنارية والسمارين وفحل الزفريتي، يعانون من غياب منفذ للشاحنات التي تنقل السلع، ما خلق مؤخرا مشكلا عويصا". "لقد تحولت ساحة جامع الفنا إلى منطقة يمنع فيها السير والجولان، لكن هذا القرار لم نستشر فيه، ولم يستحضر التجار والأسواق"، يضيف مقودي موردا أن كل تأخر في رفع هذا الضرر "يعني مزيدا من الخسارة المالية الإضافية للتجار، وضربا لهذه الأسواق التي تشكل جزء من الرأسمال السياحي لبهجة الجنوب". وبالنسبة لأحمد العصيبي، أمين تجار حي الملاح، فإن 260 تاجرا وأكثر من 70 حمالا أصبحوا يعانون من قلة الاقبال على سلعهم؛ "لأن الزبناء لا يجدون موقفا للسيارات فيذهبون إلى حال سبيلهم. أما الشاحنات التي تنقل السلع، فهي الأخرى تغير مسارها نحو الحي الصناعي بالمدينة الحمراء". "لقد قتل المسؤولون عن الشأن المحلي والسلطة المحلية سوق الملاح العتيق، ما دفع العديد من التجار إلى التهديد ببيع محلاتهم التي أصبحت تعاني الكساد. زد على ذلك أكثر من 70 حمالا يعيلون ما يقارب من 200 أسرة، أصبحوا هم الآخرين يعانون العطالة؛ لأن الفلاح والعشاب الذي يبيع بالجملة لم يعد يجد مكانا تقف به شاحنته"، يقول العصيبي. وطالب التجار القائمين على تدبير الشأن المحلي برفع هذا الضرر عنهم؛ وذلك بشق طريق بحي الملاح تمكّن الشاحنات والسيارات من الدخول وتفريغ حمولتها بالقرب من المستودعات والمحلات، والتفكير في تدبير يمكّن تجار الأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا من وصول سلعهم بأقل تكلفة. وعن الحلول التي يقترحها مجلس مقاطعة المدينة العتيقة، قال عبد الصمد العكاري، النائب الأول لرئيس المجلس، إن "الحل الأمثل لتجاوز ما يعانيه التجار هو ما يشتغل عليه المجلس الجماعي بعرصة المعاش"، وأوضح أن "محطة وفق معايير حديثة ستشكل متنفسا لتجار هذه الأسواق". وأورد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذه المحطة ستجعل من سوق الملاح ومنطقة القصادرية، وكل الأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا، قبلة تجارية؛ "لأن واجهة الحي اليهودي القديم وعرصة المعاش أخذا جماليتهما في سياق مشروع مراكش الحاضرة المتجددة"، بتعبيره.