لازال سكان طنجة يعيشون حالة من الصدمة ويضعون أياديهم على قلوبهم في انتظار أن تنحسر النيران التي شبت بغابة مديونة، وفي المناطق الأخرى التي انتقلت إليها. مصادرُ هسبريس من عين المكان أفادت بأن النيران لازالت مشتعلة، طيلة صباح اليوم الأحد، وتحصد المزيد من المساحات، وسط محاولات للسيطرة عليها من طرف عناصر الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن النيران باتت تقترب من منطقة "الصّول" بشاطئ أشقار، بعد أن كانت قد وصلت في وقت سابق إلى غابة السلوقية، بينما تواصل الرياح القوية تسهيل انتشارها وتصعيب مهمة السيطرة عليها في الآن ذاته. المصادر أكدت لهسبريس أن الطائرات التي ساهمت في إطفاء الحريق أمس لم تكن إسبانية، رغم ألوانها الصفراء والحمراء، وإنما هي تابعة للدرك الملكي. من جانبه، وصف علاّل القندوسي، عضو مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، ما خلّفه الحريق من خسائر ب"الكارثة"، وقال: "نعتقد أن المساحة المحروقة وصلت الآن 50 هكتارا. مكامن النيران لازالت متفرقة، وهناك مجهودات جبّارة للسيطرة على الحريق، لكن الرياح تصعّب بشدة هذه العملية، دون أن ننسى أن الخسائر لا تتعلق بالأشجار فقط، بل كل ما يرتبط ببيئة المنطقة من نبات ووحيش". وزاد بالقول: "قمنا كمرصد بعرض حصيلة السنة الماضية منذ أسبوع، وقد حذّرنا من أحداث مشابهة، لكن مع الأسف دون جدوى، وها هي النتيجة أمامنا". أما بخصوص ردّ فعل المرصد، فأكد القندوسي أن السيطرة على الحريق كانت ممكنة في بدايته "لكننا عموما سنفصّل في هذا أكثر في بيان سنصدره، وخلال ندوة صحافية سنعقدها قريبا جدا بهذا الخصوص". من جهتهم، أطلق عدد من روّاد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نداءً إلى كل "الطنجاويين الغيورين" من أجل التوجه إلى المنطقة لمساعدة المساهمين في إطفاء الحريق، من عناصر الوقاية المدنية وقوات مسلحة وسلطات وعمال؛ وذلك بتوفير مياه باردة وطعام لهم. ووجه الإعلامي خالد الرابطي، على صفحته الشخصية، نداء جاء فيه: "لا نستطيع المساعدة في إخماد الحرائق بغابتي مديونة والسلوقية، لكننا نستطيع المساهمة بحمل قنينات المياه الباردة وبعض الشطائر لرجال الإطفاء وعناصر القوات المسلحة وعمال الإنعاش الذين يشتغلون في ظروف جد صعبة. ليس الوقت وقت فرجة وأخذ سيلفيات مع الحرائق.. ساعدوهم ولا تتفرجوا عليهم". وأفاد جمعويون من عين المكان بأن هذا النداء أثمر عن مبادرات وخطوات ملموسة؛ إذ لوحظ توافد عدد من الشباب على المنطقة محملين بالمياه والطعام. فيما فتح تحقيق رسمي لمعرفة ملابسات وأسباب الحريق.