سجلت المملكة هذا الأسبوع حضورا رسميا رفيع المستوى داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ضمن اللقاءات الممهدة للقمة 29 لقادة دول وحكومات الاتحاد، التي تنطلق رسميا يوم الاثنين القادم تحت شعار "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب". وتترّقب العاصمة الإثيوبية حضورا رسميا للملك محمد السادس إلى فعاليات القمة الإفريقية، بعد عودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي أواخر يناير الماضي، وإلقاء العاهل المغربي خطابا تاريخيا في افتتاح القمة 28 للاتحاد الإفريقي، الذي غاب عنه المغرب منذ انسحابه من المنظمة الإفريقية عام 1984 إثر الاعتراف ب"جمهورية البوليساريو". وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، شارك، أمس الجمعة، في الدورة العادية ال31 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتّحاد، إذ يبحث في تقرير لجنة المُمّثلين الدّائمين في المنظمة الإفريقية، إلى جانب متابعة "أجندة 2063" ومخطط الاتحاد العشري للتفعيل، وأيضاً قضايا السلام والأمن في القارة السّمراء. وعادت أجواء الصرّاع الدبلوماسي داخل أروقة الاتحاد الإفريقي بين الدول الأعضاء، قبيل شروع ممثلي الدول من وزراء الخارجية في انتخاب المفوض المُكلّف بالشّؤون الاقتصادية والمفوض المكلف بالموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا بلجنة الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى انتخاب أربعة أعضاء بالمجلس الاستشاري حول الفساد، وأربعة آخرين في اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب. بالموازاة مع هذه اللقاءات، تناقلت وسائل إعلام مصريّة، على نطاق واسع، الجمعة، خبر لقاء وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره المصري، سامح شكري، إذ أورد بلاغ للخارجية المصرية أن الطرف المغربي أخبر الطرف المصري بالترتيب الرسمي لزيارة قريبة ومرتقبة للملك محمد السادس إلى "بلاد الكنانة"، بمعية وفد يضم وزراء من حكومة سعد العثماني، من أجل "بحث التعاون الثنائي في عدد من المجالات، منها الزراعة والطاقة المتجددة وكذا التعاون، في إطار اتفاقية أكادير". البلاغ الذي تلاه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، كشف تعبير سامح شكري عن "التهنئة لدولة المغرب الشقيقة على إعادة انضمامها إلى الاتحاد الأفريقي"، مشددا على "حرص مصر على التنسيق مع المغرب في القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، سواء على مستوى الاتحاد الأفريقي أو تجمع الساحل والصحراء"، فيما تم استعراض الأوضاع في ليبيا. وأضاف البلاغ ذاته، الذي اطلعت عليه هسبريس، "حرصَ وزير الخارجية سامح شكري على استعراض الجهود المصرية لجمع الأشقاء الليبيين واستئناف الحوار السياسي، كما تناول سبل تطوير العمل الأفريقي المشترك من خلال مبادرة الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي".