تعيش ساكنة عدد من الدواوير بالجماعة الترابية اكنيون، الواقعة في نفوذ إقليم تنغير، في الآونة الأخيرة، وضعا مأساويا بفعل غياب الماء الصالح للشرب في بعض المناطق وندرته في مناطق أخرى، خصوصا بعد نضوب الآبار التي كانت مصدر هذه المادة الحيوية، ما يزيد من صعوبة الحياة بهذه المناطق الجبلية. غياب وندرة الماء الصالح للشرب دفع ساكنة ستة دواوير بالجماعة الترابية اكنيون: "مركز اكنيون، ايت الخلف، مي قبي، اوتعوي، اغرم المشان، تغيا نتنافاوت"، طيلة أمس الخميس، إلى تنظيم وقفة احتجاجية بمقر الجماعة السالف ذكرها، رافعين شعارات طالبوا من خلالها المسؤولين المحليين والإقليميين بضرورة الإسراع في إيجاد حل لمشكلة الماء الصالح للشرب لحمايتهم من شبح العطش؛ فضلا عن ضرورة العمل على ضمان وصول هذه المادة الحيوية إلى السكان بوتيرة يومية ودائمة. وقالت إحدى المحتجات، غير راغبة في كشف هويتها، إن المواطنين خرجوا اليوم للاحتجاج ضد غياب الماء الصالح للشرب عن صنابير منازلهم، مشددة على أن المئات باتوا يعانون من العطش، خاصة أن هذه الفترة تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، مما يضاعف من معاناتهم. وأضافت المتحدثة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "تتوفر الجماعة الترابية اكنيون على مجموعة من الآبار المائية التي تم حفرها بميزانيات مهمة، وتم إغلاقها من قبل المقاولين نظرا لعدم توصلهم بمستحقاتهم المالية"، وزادت: "نحمل كامل المسؤولية للمسؤولين الذين يعرضون المواطنين للعطش، ونطالب بأداء المستحقات المالية التي هي في ذمتهم للمقاولين لتمكيننا من الاستفادة من هذه الآبار". وهدد المحتجون الجهات المسؤولة بخوض مختلف الأشكال الاحتجاجية المتاحة إلى حين الاستجابة لملفهم المطلبي المشروع، خصوصا أن جميع الآبار، حسب تعبيرهم، نضبت جراء الإقبال المتزايد عليهما من ساكنة الدواوير المجاورة. وطالب المحتجون السلطات الإقليمية بضرورة التدخل لفتح تحقيق في تلك المشاريع المائية المنجزة دون أن تستفيد الساكنة منها، بعد إغلاقها من قبل المقاولين الذين ينتظرون التوصل بمستحقاتهم المالية، وقال أحدهم: "لا يعقل أن يتم إنجاز مشروع مائي مجهز ويكون مصيره الإغلاق وتترك الساكنة لتموت عطشا"؛ كما دعوا عامل الإقليم إلى زيارة المنطقة والوقوف على تلك المشاريع بنفسه والعمل على إيجاد حل لمشكلة الماء في أقرب الآجال. سعيد شهيد، نائب رئيس الجماعة الترابية اكنيون، أكد أن مشكل الماء الصالح للشرب باكنيون يستدعي التدخل الجذري المبني على إستراتجية هندسية تراعى فيها التركيبة الجيولوجية للمنطقة، مشيرا إلى أن جماعة اكنيون تتكون من 53 دوارا، ما يستدعي تدخل كل الأطراف وكل المصالح المختصة لحل المعضلة. وأضاف المسؤول الجماعي، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية: "أصرح وبدون تحفظ بأن الجماعة تعيش عجزا ماديا لعدم توفر الموارد والديون المترتبة على كاهلها بسبب توزيع شبكة الكهرباء بنسبة 98% على الدواوير، ما يحول دون اتخاذ أي إجراء استعجالي لتجاوز الأزمة"، موضحا أن "كل ما قامت به الجماعة في قطاع الماء هذه السنة هو تزويد 19 بئرا بألواح الطاقة الشمسية وبرمجة خزانين للمياه". وأشار المسؤول الجماعي ذاته إلى أن الجماعة قامت باقتناء قنوات التوزيع من أجل توسيع الشبكة ببعض الدواوير، مع إحداث 8 ثقوب استكشافية وتوسيع شبكة الكهرباء وتزويد دوار موماريغ بالماء، وزاد: "كل هذا مبرمج بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وننتظر فقط التنفيذ. أما بخصوص ميزانية الجماعة فالعين بصيرة واليد قصيرة".