تعتبر الجالية المغربية المقيمة بوينيبيك، عاصمة محافظة مانيتوبا الكندية، جالية فتية تتكون في معظمها من الطلبة، وقلة قليلة من العائلات الشابة، حديثة العهد بالمدينة؛ التي لم تعرف ارتفاعا في عدد المهاجرين الوافدين عليها إلا خلال ال10 سنوات الأخيرة. صبيحة يوم عيد الفطر، التأمت الجالية المغربية بمركز البنك الملكي الكندي، وسط وينيبيك، لأداء صلاة العيد، مع ألوف من مسلمي المدينة. كما حضر عمدة المدينة براين بومان إلى عين المكان، ووجه كلمة إلى جموع المصلين، عبّر من خلالها عن سعادته بوجوده مع جالية تعتبر جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي بالمدينة التي يحكمها. وقد خصّ عدد من الشباب جريدة هسبريس الإلكترونية بتصريحات بالصوت والصورة، عبّروا من خلالها عن سعادتهم بحلول يوم العيد. كما تمنوا للمغرب والمغاربة ملكا وشعبا، الأمن والنماء، وعيدا سعيدا لكل المسلمين. وعبّر بعض المغاربة الذين التقتهم هسبريس عن حزنهم العميق، بسبب البعد عن العائلة والأصدقاء؛ فقال سي محمد في هذا الشأن: "قتلتنا الكآبة في هاته المدينة، فبخلاف مونتريال التي توفر لشبابها مجالات متنوعة للترفيه والعمل بالموازاة مع الدراسة، فإن الفرص ضئيلة جدا بمدينة وينيبيك". وأضاف، في معرض حديثه: "بعدما أنهيت دراستي، أفكر جديا في الرحيل إلى مونتريال أو تورونتو، لأنني أعيش على وقع روتين قاتل في وينيبيك، يجعلني أفكر باستمرار في المغرب، والعائلة؛ حنين لا يساعد على الانتشاء بنكهة الحياة التي يجدها مغاربة آخرون في مونتريال أو تورونتو". مواطنان آخران ينحدران من الدارالبيضاء وفاس، متزوجان، ولهما طفل لكل منهما، عبّرا عن الرغبة ذاتها التي صرح بها محمد، وأبديا استعدادا لحزم الحقائب والتوجه نحو القطبين الاقتصاديين الكبيرين بكندا، تورونتو أو مونتريال؛ لكن التردد يبقى سيد الموقف، لأن "ترحيل عائلة يستوجب تكتيكا أكثر فاعلية". وامتزجت فرحة العيد بكآبة تنوعت مصادرها، فرسمت على وجوه الكثيرين من مغاربة وينيبيك صورة تحكي عن وضع مقلق ورغبة في تغيير المكان، بحثا عن سعادة أكبر من تلك التي منحتهم إياها مدينة وينيبيك.