بعد عرضه ضمن فعاليات الدورة ال18 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تشرع القاعات السينمائية في عرض الشريط السينمائي "المليار"، لمخرجه محمد رائد مفتاحي، انطلاقاً من 26 من يونيو الجاري. ويحكي الشريط، الذي يُعد أولى تجارب مفتاحي الإخراجية في عالم السينما، قصة علي ولد صفية "البوعار"، التي يجسدها الممثل ربيع القاطي، الذي يعيش ويأكل من الأزبال والنفايات، إلى حين ظهور مبلغ المليار غير المنتظر الذي سيقلب حياته رأسا على عقب، خاصة عندما يعكف على تغيير حياته المزرية إلى حياة الترف. وعن دوره في الفيلم السينمائي، يقول ربيع القاطي: "شخصية علي ولد صفية أثارت فضولي الفني منذ قراءتي الأولى للسيناريو، لما تحمله من تناقضات"، وأضاف: "هذه الشخصية لها خصوصية باعتبار أن "علي" شاب مهمش يعيش في مجتمع بدوي، ويعيش كل أصناف التهميش، ويطمح إلى عيش كريم يحفظ كرامته". وتابع الممثل المغربي، في حديثه لهسبريس: "هذا التناقض الجميل يتمثل في حياة التهميش التي يعيشها هذا الشاب، الذي لا يطمح إلى المال والثروة؛ بل يناضل من أجل فرض احترامه ورفض احتقاره ونعته ب"الزْبّال"". في السياق ذاته، كشف ربيع أن شخصية "علي ولد صفية" تطلبت منه مجهودا كبيرا في تركيب أبعادها السيكولوجية، ويقول: "ارتديت ملابس "البوعار" (المصطلح الذي تلقب به هذه الفئة)، وذهبت إلى مطرح نفايات بالسطات، وتقربت من هذه الفئة، للتعرف على تفاصيل حياتهم، وطريقة بحثهم وسط النفايات وانتقائهم للقنينات والأشياء البلاستيكية دون التعرف على شخصيتي الحقيقية". ومن جهة ثانية، أبرز القائمون على العمل أن الفيلم، الذي جرى تصوير أحداثه في بني مسكين نواحي مدينة سطات والرباط، يسلط الضوء على فئة اجتماعية مهمشة في المجتمع المغربي في قالب كوميدي ساخر، من خلال كتابة سينمائية بارعة للسيناريست توفيق الحماني. ويجسد باقي الأدوار، إلى جانب ربيع القاطي وحسناء المومني، كل من محمد عاطر، الذي منحه المخرج مساحة أكبر في التمثيل السينمائي، وساندية تاج الدين، وعبد الله شيشا، وزهور السليماني، وزهيرة صادق، وعبد الحق بلمجاهد، وعبد القادر ركيكو. يشار إلى المخرج محمد رائد المفتاحي عمل مساعد مخرج في عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية، قبل أن يقوم بإخراج عدد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، منها السلسلة الوثائقية "العودة" لفائدة القناة الأولى، وفيلم قصير بعنوان "خفقة قلب".