تزايدت حدة نقص الأمن الغذائي إلى أقصى مستوياته في جنوب السودان لتؤثر على ستة ملايين شخص، إلا أن المساعدات الإنسانية حسنت الأوضاع في المقاطعتين اللتين تم إعلان المجاعة بهما. وبحسب أحدث تقييم نشرته اليوم الأربعاء حكومة جنوب السودان ووكالات الأممالمتحدة المختلفة ومنظمات إنسانية أخرى، فإن تصنيف مجاعة لم يعد ينطبق على لير وماينديت الواقعتان بولاية الوحدة الشمالية، بعد أن كانت هذه الحالة قد أعلنت بها في فبراير الماضي. وكان للاستجابة الإنسانية تأثيرا في هاتين المنطقتين وكذلك في كوش وبانيجيار اللتان كانتا معرضتين بشكل كبير لخطر المجاعة، وهو الأمر الذي تم تجنبه، بحسب ما أكدته وكالات الأممالمتحدة في بيان. ومن أجل إعلان أقصى مستويات المجاعة في منطقة ما، يجب أن تصل نسبة السكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء بها ل20% على الأقل وأن تزيد حالات الوفيات عن شخصين بين كل عشرة آلاف يوميا. وعلى الرغم من التحسن الطفيف في جنوب السودان، يقدر عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر الموت بسبب الجوع حال لم تتوفر المساعدات الإنسانية اللازمة لمواجهة تداعيات النزوح الناجم عن النزاع الدائر في البلد الأفريقي، ب25 ألفا و20 ألفا في ولايتي الوحدة وجونجلي على الترتيب. وفي كافة أنحاء جنوب السودان، تزايد عدد الأشخاص الذين يكافحون من أجل الحصول على الغذاء من أربعة ملايين و900 ألف شخص في فبراير الماضي إلى ستة ملايين حاليا، ما يمثل أكبر معدل نقص أمن غذائي تشهده البلاد. ويوجد مليون و700 ألف من هؤلاء على وشك المعاناة من المجاعة، مقابل مليون في فبراير. وأوضح مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل في منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) دومينيك برجون أن "الأزمة لم تنته" وأنه ببساطة تم الحفاظ على حياة أشخاص، الكثير منهم يعانون من الجوع الشديد. من جانبها، أبرزت ممثلة البلد الأفريقي في برنامج الأغذية العالمي جويس لوما، التقدم الذي تحقق في المقاطعات المتضررة من المجاعة بفضل وصول المساعدات للأسر بطريقة مستدامة. وقال ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في جنوب السودان ، ماهيمبو مدوي إن هناك مليون قاصر يعانون من سوء التغذية ويحتاجون للعلاج، لذا طالب بالسماح بالوصول لهؤلاء الذين مازالوا قابعين في مناطق منعزلة بسبب نقص الأمن. ويشهد جنوب السودان صراعا منذ دجنبر عام 2013 بين القوات الموالية للرئيس، سلفا كير، الذي ينتمي إلى قبيلة الدنكا، ونائبه السابق ريك مشار، الذي ينتمي إلى قبيلة النوير. وعلى الرغم من أن الطرفين وقعا اتفاق سلام في غشت 2015 ، تجدد الصراع في يوليوز 2016 ما تسبب في مقتل آلاف الأشخاص ونزوح الملايين.