كشفت وزارة الصحة، بمعية المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن التحاليل المخبرية التي قامت بها المختبرات المختصة على عينات من الأطعمة، التي أدت إلى وفاة أم وابنتها الصغيرة بمدينة ورزازات الأسبوع المنصرم، خلصت إلى أن التسمم الغذائي عائد إلى تناول الأسرة مواد غذائية ملوثة بجرثومة سامة تسمى كلوستريديوم بوتولينوم (clostridium botulinum)، التي تلوث المنتجات الغذائية وتفرز سموما مضرة بصحة المستهلك. ووفق بلاغ توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن "الجرثومة السامة، التي رصدت في الأطعمة، تم العثور عليها في أطعمة منزل الأسرة سالفة الذكر". وتنتمي هذه الجرثومة إلى فصيلة البكتيريا العصيبة اللاهوائية والموجبة الغرام (bacille anaérobie à gram positif) وتنتج بويغات (spores) التي تعد وسيلة المقاومة لهذه البكتيريا. وأوضح البلاغ أن تناول الأطعمة الملوثة بهذه الجرثومة يتسبب في اعتراض التواصل بين الخلايا العصبية والعضلية؛ وهو ما ينتج عنه شلل تدريجي للمستهلك حتى الممات. ولمح المصدر ذاته إلى أن المصبرات الغذائية التقليدية والعائلية(conserves alimentaires) التي لا تحترم الشروط الصحية الوقائية ومعايير المعالجة الحرارية تعدّ أهم أسباب هذا النوع من التسممات. وأوضح أن المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قامت بتنفيذ عدة إجراءات احترازية؛ من بينها تعليق بيع نوع الأطعمة التي تم فيها رصد الجرثومة السامة، إضافة إلى حجز احتياطي للمنتوج في انتظار نتائج البحث الصحي. وأشار البلاغ إلى أن التحريات التي قامت بها مصالح المكتب خلصت إلى أن وحدة الإنتاج المعتمدة، مصدر المنتوج المشكوك فيه، تشتغل بمهنية عالية ومدت يد المساعدة لمصالح المكتب أثناء البحث الصحي الذي برهن أن منتجات هذه الوحدة سليمة وتستجيب لجميع المعايير المعمول بها. ويذكر أن وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية كانا قد سجلا، الأحد الماضي، تسمما غذائيا جماعيا تعرضت له أسرة واحدة، بعد تناول أفرادها أطعمة فاسدة. وكان بلاغ لوزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد كشف أنه جرى استقبال سيدة وابنتيها، البالغات أعمارهن على التوالي 30 و10 و6 سنوات، بالمستشفى الإقليمي لورزازات وإخضاعهن للعلاجات الضرورية بالعناية المركزة، حيث توفيت الابنة الصغرى فيما نقلت الأم في حالة حرجة والابنة الكبرى في حالة مستقرة إلى أحد المستشفيات في مراكش بطلب من المصالح الطبية العسكرية المحلية.