قالت النيابة العامة إن المتهمين في قضية اكديم ايزيك كانوا على تواصل مباشر مع قياديي جبهة البوليساريو، وكانوا يستمدون تعليماتهم منهم، وقد ثبت سفرهم إلى الجزائر قبيل إنشاء المخيم، وحجزت مبالغ مالية من العملة الصعبة لديهم. ممثل النيابة العامة، خالد الكردودي، وخلال مرافعته أمس الاثنين بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، قال إن "المتهمين ارتكبوا جناية تكوين عصابة إجرامية، إضافة إلى العنف في حق رجال القوة العمومية أثناء ممارسة مهامهم المفضي إلى الموت بنية إحداثه مع التمثيل بالجثث". واسترسل بأن الهدف من الجرائم المرتكبة هو "خلق الفتنة والرعب وزعزعة الاستقرار والهدوء والإخلال بالنظام العام بمدينة العيون ونواحيها"، مؤكدا أن الأمر مرتبط بمشروع إجرامي مدروس. وشدد الكردودي على أن المتهمين قاموا بعقد سلسلة من الاجتماعات، وحصلوا على أموال لتمويل ارتكاب أفعال إجرامية، كما تم مدهم بمختلف الأسلحة والوسائل اللوجستيكية من سيارات رباعية الدفع وأجهزة للتخاطب، إضافة إلى الاتفاق على احتجاز مواطنين. الكردودي أشار إلى أن رئيس المخيم، أصفاري النعمة، سبق أن حاول مرتين إقامة مخيمات بمناطق مختلفة قبل التمكن من إنشاء مخيم اكديم ايزيك في العاشر من أكتوبر 2010، مبرزا أن تكوين المخيم "سبقته اجتماعات بدولة الجزائر؛ إذ تبين سفر المتهمين عبر مطار العيون في الفترة الممتدة ما بين 27 و30 شتنبر 2010". وكشف المتحدث أن هناك "من المتهمين من تلقى تداريب شبه عسكرية بمخيمات تندوف وبمعسكرات مليشيات البوليساريو"، ناهيك عن "الحصول على مبالغ مالية من الخارج، والقيام بجولة بمجموعة من المدن مباشرة بعد العودة من الجزائر من أجل تعبئة العائلات وإقناعها بالتوجه إلى المخيم". وأوضح الكردودي أن محاضر التقاط المكالمات الهاتفية للمتهمين مع أشخاص خارج أراضي المملكة، التي اطلعت عليها المحكمة، انصبت حول ثلاثة محاور؛ الأول يهم إنشاء مخيم اكديم ايزيك، والثاني يرتبط بالحرص التام على عدم الوصول إلى أي اتفاق مع السلطات العمومية وعدم الموافقة على ما تقدمه من حلول من أجل تفكيك المخيم ووضع مطالب تعجيزية في هذا الإطار. والمحور الثالث، بحسب النائب العام دائما، هو حث الساكنة على البقاء بالمخيم من خلال عدم إخبارها بما تم الاتفاق عليه مع السلطات العمومية من حلول. وكشف النائب العام أن أبرز مكالمات المتهمين كانت مع القياديين في البوليساريو سيدي محمد الخليل وعمر بولسان، مؤكدا أن الأخير كان يستعمل معهم لغة الأمر، مفيدا بأنه قال لهم في إحدى المكالمات: "لا يجب الجلوس مع الإدارة المغربية، لا بد لكم من الضغط عليهم... كل شخص يفاوض لا بد له من قوى ضغط"، ليواصل في مكالمة ثانية: "اعلم أنه ليس بولسان من يخاطبكم، بل الجمهورية الصحراوية الشعبية. وأنا أخبر الرئيس بكل شيء أولا بأول". وأشار المتحدث إلى أن أصفاري النعمة قال في إحدى المكالمات: "سلاحنا بأيدينا يمكننا استعماله في أي لحظة، حينما تأتي ساعة التدخل حينها سنخرج أسلحة الدمار الشامل"، ليقول في مكالمة ثانية: "سلاح الدمار الشامل آخر شيء سنخرجه وسنفجره في المكان". على صعيد آخر، أكد الكردودي أن شهادات الشهود أثبت أن مخيم اكديم ايزيك كان منظما، وكان هناك أشخاص يسيرونه، منهم من يرتدون قمصانا صفراء يسهرون على الأمن، ومنهم من كانوا بباس شبه عسكري، مع وجود سد يراقب السيارات التي تدخل المخيم، ناهيك عن شرطة القرب ومراقبة الحدود والشرطة القضائية، وغيرها. واعتبر النائب العام أن "المخيم كان عبارة عن ثكنة صغيرة يتحكم فيها مجموعة من أصحاب السوابق القضائية"، منبها إلى أن "المواجهة مع القوات العمومية كانت أمرا مرغوبا به".