اضطرت الأطر التمريضية والطبية العاملة بمشفى خنيفرة الإقليمي إلى تعليق إضرابها الوطني الذي تزامن مع حادثة سير وقعت، اليوم الاثنين، بالطريق الرابطة بين فاس ومراكش عبر مدينة خنيفرة، وبالضبط بجماعة ايت اسحاق، وأودت بحياة 12 شخصا، مع إصابة 39 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وفي هذا الصدد قال أنور الوديني، وهو ممرض تخدير وإنعاش، لهسبريس، إن "الخطوة الإنسانية التي أقدمت الشغيلة الصحية في يوم الغضب تنم عن حس المسؤولية، ضمانا لحق المواطنين في العلاج، رغم إعلانها نيتها خوض إضراب وطني لمدة 72 ساعة بجميع المراكز الصحية والمستشفيات عبر ربوع المملكة، استجابة لنداء حركة الممرضات والممرضين من أجل المعادلة". وأشار المتحدث ذاته إلى حالة الاستنفار التي شهدتها مصالح المركز الاستشفائي بخنيفرة عقب استقباله عشرات المصابين والجرحى، مستحضرا تجند الممرضين والأطباء من أجل إسعاف ضحايا الحادثة المؤلمة التي خلفت مصرع 12 شخصا، بينهم ممرضة حديثة التعيين، إلى جانب إصابة 34 بجروح خطيرة، تم نقل البعض منهم إلى المستشفى الجهوي بمكناس، مؤكدا ارتفاع عدد الضحايا إلى 14 شخصا، عقب وفاة شخصين (امرأة ورجل) آخرين بمصلحة الإنعاش مساء الاثنين. وأضاف الوديني أن "الممرض المغربي أظهر بالملموس حسن نواياه تجاه صحة المواطن والدولة، وأن التصعيد كان من أجل نيل حقه المسلوب وليس بهدف الإخلال بالسير العادي للمرفق العمومي"، معتبرا التحاق المضربين بمقر عملهم "يضمر وعيا إنسانيا منقطع النظير لتقديم يد المساعدة وتلبية نداء الضمير المهني من خلال توفير الظروف الملائمة والعادية لاستقبال الجرحى والمعطوبين في هذا الحادث الأليم". وأكد الممرض ذاته أن "التزام الشغيلة التمريضية وإيمانها بالمطلب العادل دفعها إلى تسجيل أسمائها مضربة رغم التحاقها بمقرات العمل"، مشيدا ب"الرسالة الإنسانية والنضالية لترسيخ مفهوم ملائكة الرحمة وتجسيده في الواقع"، وفق تعبيره.