جيب يا فم فرط الحَراك السيدة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن وإلخ، أكدت أن 73% من أطفال المغرب يكبرون في كنف الحرمان. وزادت قائلة إن الأطفال بالوسط القروي يعانون من حرمان كبير في أبعاده ونسبته وشدته. وشرطي عليك لإكمال قراءة مقالي هو أن تُساعدنا في إنزال مي عيشة من أعلى العمود الكهربائي. ومخطئ من ظن أن مي عيشة نزلت. وسَجّل أنا مغربي ورقم بطاقتي لن أكشفه لك مخافة أن تشي بي إلى الحكومة، فتقبض عليّ وتحولني إلى رقم ثم تضيفني إلى أرقامها حول نسبة الفقر والحرمان. يجب أن تعرف جيدا من يتحدث إليك الآن؛ فأنا طفل قروي "مَلتي- فقير"، أعاني من هشاشة متقدمة في الفقرة الثالثة من عمودي الفقري. سقطتُ في بئر الحرمان ولم ينتشلني أحد، لأن أعمامي كانوا في السوق الأسبوعي وجدي كان منشغلا بقتل الذباب. أنا طفل محرود. مات أبي مسكين بسبب ضربات متتالية، سددها له الفقر. ولو كان الفقر رجلا لقتلته وسلمت نفسي للشرطة. لذلك أطلب من حكومتي أن تتبناني كي أصبح كفيل الحكومة. حكومتي، لن أكلفك شيئا. لدي مصاصتي، فرنسية الصنع. وكيس من الحفاظات بحجم عائلي متوسط. أعترف لك بعاداتي السيئة؛ أنا أقضم أصابعي. أنا ألعب في جيوب أنفي. أنا أدخن أعقاب السجائر. أنا أصدر صوتا مقززا أثناء مضغ الطعام. أضمن لك برقبتي الصغيرة أنك لن تندمي إذا ما تَبنّيتِني. سأقوم بكل ما تطلبينه مني. أغسل الصحون. أجلو الكؤوس. أمسح البلاط. أفْلي الكلاب. أنفخ على جمر الشيشة. أغير عجلات السيارات الحكومية. أشذب أعشاب الحدائق الخلفية. أرعى الجرذان في المرائب السفلية. ستجدينني دائما بقربك إبنا بارا وخادما مطيعا. أقدم لك الدواء في موعده. أحضّر لك شوربة الخضر. أحجب عنك المواقع الإباحية. أريد أن أكبر في كنفك وليس في كنف الحرمان. خلّصيني من حياة الكلب التي أعيشها. أسرعي أرجوك.. فقد بدأت تظهر علي أعراض اضطراب فرط الحَراك لدى الأطفال. كتوقع ممنوع رمي الأطفال تفتح الكاميرا على رجل ستيني. يلبس فوقية بيضاء نظيفة. منزل الرجل بجوار مدرسة ابتدائية. سور المدرسة قصير. الرجل يحمل سطل قمامة. يضعه على سور المدرسة. يلتفت يمينا ويسارا. يُفرغ محتويات السطل داخل المدرسة. زعطوط، حلل وناقش. طبعا، المشهد يفتح على قراءات متعددة بخصوص إشكالية علاقة المدرسة بالأزبال. زعطوط لا يهمه هذا الكلام، فهو رجل يشتغل في مهنة شريفة هي جمع الأزبال. يكره أن ينعته أحد بالزبّال أو مول الزبل. "أنا عامل نظافة" يقولها زعطوط بفخر. صحيح أن الأجرة لا تكفي لتغطية التكاليف الضرورية للحياة، لكنه يسلّك البالوعات في وقت فراغه. زعطوط أيضا يجمع القنينات البلاستيكية والزجاجية والكرطون والخبز اليابس ويبيعها مقابل دراهم معدودة. يقصد الأحياء "الراقية " لأن حاويات القمامة فيها تحتوي على أشياء تكون أحيانا ثمينة، مثل بعض الملابس من ماركات عالمية. مشهد خارجي/ فجرا. زعطوط يمارس عمله. السكون يخيم على المكان. زعطوط يكنس الأزبال ويضعها في الحاوية. يسمع صوتا غريبا لا يتبين مصدره. يتعالى الصوت. إنه صوت جنين يبكي. يتجه إلى مصدر الصوت. يجد جنينا ملفوفا في كيس بلاستيكي. واضح أنه يئن من شدة الجوع. يحمله زعطوط ويسرع به إلى الصيدلية لاقتناء الحليب. مشهد أخير: زعطوط يلصق على الحاويات لافتات صغير مكتوب عليها:" ممنوع رمي الأطفال وشكرا ". راس الحانوت الفساد سيف مسلط على رقابنا.. فقط نطلبُ شحذه جيدا كي لا يعذبنا أثناء ذبحنا. دقة ببصلة نوجهها لمروجي الإشاعة القائلة بارتفاع أسعار الأسماك. تفنيدا للشائعات، أصرَح وأنا في كامل قدرتي الشرائية أنني تمكنت من شراء كيلوغرام من السردين بعد ما ادّخرت ثمنه لمدة أسبوعين فقط لا غير. www.facebook.com/fettah.bendaou