جيب يا فم صفق أو لا تصفق فكرة مقالي تدور حول نفسها وحول الأرض وما يجري على الأرض، والأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، وأنا أدور حول الشركات والمؤسسات بحثا عن عمل شاق، أشقق به يَديّ الكريمتين. كل مدير أضع عنده طلب العمل، يرفض ويقول لي:" أبوك ليس صاحبي". ولا أعرف لماذا ينعتني بعضهم بالمنحوس. يقولون إنني لو كنت بائع قبعات لوُلد الناس بلا رؤوس. ولا أعرف لماذا كتبت عن النحس.. فلا علاقة للنحس بفكرة مقالي. وصفق أو لا تصفق، شُغلك هداك، فبعدما أعياني البحث عن عمل، قررت أن أشتغل مُصفقا سياسيا. يداي جاهزتان لضرب الرش السياسي والنقابي. سؤالك: من يطلب خدماتي؟ جوابي: أصحاب الحوانيت السياسية وديناصورات النقابات ومهرجي البرامج التلفزية.. وباعتباري مصفقا سياسيا شابا، ينتظرني مستقبل زاهر في التصفيق السياسي، لكن زاهر لم يستقبلني ولم يأت أصلا إلى المحطة. وكلما سألت عنه، يُقال لي إن زاهر يطلع ويهبط في المحاكم بسبب نزاعه مع زوجته زهيرة، فقد اتهمها بخيانتها له مع ابن عمها المقيم في الرباط. وأصل القضية أن زاهر سألها سؤالا بريئا: " ألالة زهيرو منين جاك الصباط منين جاك؟ " فأجابت، على نيتها: " جابو لي ولد عمي اللي فْ الرباط" لا تنس ذكر الله، ولا تنس أنني مصفق سياسي متفان. تم تعييني في بداية مشواري المهني في الرباط، ثم انتقلت للتصفيق في المدن السفلى الواقعة في أقسى المغرب. وبيني وبينك، فقد كان انتقالا تأديبيا لارتكابي خطأ مهنيا جسيما، حيث لم ألتزم بمهنتي كمصفق عمومي، بل كنت أشتغل ساعات إضافية كمُصفّر رياضي خصوصي. أقوم بالتصفير خلال مقابلات كرة القدم. وكل فريق أصفّر له، يدفع لي بالتي هي أحسن حتى لا أصفر عليه. فلا تلُمني رجاءً.. المعيشة غالية عليّ وأغلى من نور عينيّ. كتوقع سيناريو"ماشي سوقي" عُدنا. تتمة المشهد الأول. المسؤول1( بلهجة صارمة):" أشنو عندك؟ ". زعطوط: " واحد لموسخ بوسخ الدنيا.. ترامى على حانوتي وبغا يدّيه ليا.. وكاليّا جْري جهدك.. ودابا جيت عندكم تاخدو ليا حقي من الظالم". المسؤول1: " ماشي سوقي" ثم يقف متضايقا ويتحرك للخروج من الباب الخاص. يخرج. صمت تام. زعطوط جامد في مكانه. يده تمسك بالملف و ترتعش. فجأة، يسرع زعطوط الى الكرسي الدوار. يجلس ثم يدور بالكرسي بسرعة.. نشعر كأننا في دوامة. أثناء الدوران نسمع صوت زعطوط متداخلا مع أصوات أخرى رقيقة وخشنة- مع ضحكات هيستيرية. زعطوط: " وا ماشي سوقي.. ماشي سوقي.." المشهد الثاني: خارجي/أمام بناية بواجهة زجاجية – نهار. رجل بمواصفات المسؤول السابق.. يمشي بسرعة مزهوا بنفسه.. يحمل حقيبة أوراق أنيقة ويضع يده في جيبه. زعطوط يهرول بجانبه.. يلهث ليساير سرعته. إنه يكلمه.. لا نسمع شيئا.. ينهي زعطوط كلامه قائلا: " ... ... وْجيت عندكم نْعاماس تاخدو ليا حقي من الظالم". مع آخر كلمة لزعطوط، يصل المسؤول2 الى سيارته الفخمة. يفتحها، وأثناء ركوبه يقول لزعطوط: " ماشي سوقي". ينطلق المسؤول2 بسيارته، مخلفا وراءه سحابة دخان. زعطوط يقف جامدا ومذهولا. يده تمسك بالملف و ترتعش. يبدأ في الدوران في مكانه وهو يصرخ بقوة: " وا ماشي سوقي.. ماشي سوقي.." فاصل ونواصل. راس الحانوت يجب علينا جميعا احترام وتكريم السائق الذي يقف عند إشارة قف. والذي لا يتحدث في هاتفه، أثناء السياقة، إلا للضرورة القصوى، كأن يسأل خليلته عن لون البيجاما التي ترتديها في تلك اللحظة. دقة ببصلة نوجهها لبعض المواقع الإلكترونية التي انتشرت كالفُطر، مُحدثة نوعا جديدا من التلوث يمكن تسميته بالتلوث الإلكتروني.. ينشرون أخبارا كاذبة غير آبهين بما تسببه لبعض الناس من أضرار نفسية واجتماعية جسيمة. www.facebook.com/fettah.bendaou