قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن حب النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة لم يمت أبدًا، بل استمر ساكنًا في قلبه طيلة عمره، فلما سئل بعد وفاتها ب10 سنوات عن سر هذا الحب قال: إن الله غرس حبها في قلبي. وأضاف خالد في خامس حلقات برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، أن "النبي كان يشترط أن يكون الزواج مبنيًا في الأساس على الحب"، مستدلا بأنه "عندما أتاه رجل وقال له إن ابنته تقدم لها اثنان، أحدهما غني والآخر فقير، سأله: والفتاة من تهوى؟ قال الأب: المعسر..المعدوم.. فقال له: "لا أرى للمتحابين إلا النكاح"". وأشار خالد إلى أن الرسول في وصاياه الأخيرة قبل الموت كان يقول لأصحابه: "الله الله في الصلاة"، و"أوصيكم بالنساء خيرًا"، لافتًا إلى أنه "جمع بين الأمرين، لأن الصلاة هي قمة العلاقة بين الإنسان وربه، والرحمة بالمرأة هي قمة العلاقة بين الإنسان وغيره"، ومضيفا: "عندما ترحم المرأة سترحم بقية الناس". وأوضح الداعية الإسلامي أن "النبي كان حريصًا على الحفاظ على مشاعر المرأة إلى أبعد مدى، ويحذر من أن يكسر الرجال بخاطرها، فيقول لأصحابه: "لا يترك الرجل المرأة فرقًا..إذا كره منها خلقًا رضي منها آخر"، هكذا أرسى قاعدة أصيلة بين الأزواج، حتى تدوم الحياة الزوجية، ولا تهدم البيوت". وتحدث عمرو خالد عن قصة زواج النبي من خديجة، واصفًا إياها بأنها "كانت ذكية جدًا، وسيدة أعمال كبيرة، ومثقفة"، وزاد: "كانت تجلس إلى ورقة بن نوفل – ابن عمتها – وهو يقرأ التوراة والإنجيل، فعلمت أنه سيكون هناك نبي في آخر الزمان، فضلاً عن كونها نقية، وتسميها قريش "الطاهرة"..لم تسجد لصنم، أو تشرب الخمر، ولم تتعامل بالربا. وامرأة بكل هذه المواصفات هي جديرة بحق أن تكون زوجة للنبي". وأشار المتحدث ذاته إلى أن الأحلام المشتركة بين خديجة والنبي هي سر زواجهما، مضيفا: "كانت تحلم بعالم مغاير لعالم قريش..كانت تبحث عن عالم يجمع بين المادة والروح، إنسان ناجح في عمله وفي الوقت ذاته إيمانه قوي، وكان وقتها لم يرسل نبيًا بعد، فوجدت ما تمنته في شخصه الكريم، وبعدما عرفته عنه من صدق وأمانة في توليه شؤون تجارتها". ووصف خالد الحب بين النبي وخديجة بأنه كان "عظيمًا، وظل ينمو ويتزايد يومًا بعد آخر"، وزاد موضحا: "لأنه كانت بينهما أحلامًا مشتركة: حلم عمل مشترك..تجارة مشتركة للإنفاق على الخير وعلى أولادهما، حلم خير مشترك "كلا لا يخذلك الله أبدًا".. وكانت شريكة النبي في رسالة الإسلام، وكانا صديقين". واستعرض عمرو كيف تم الزواج بينهما، قائلاُ إن "خديجة فاتحت صديقة لها..نفيسة بنت منية..فشعرت بأنها تريد الزواج من النبي فقالت لها: هل أكلم محمد؟.. فقالت خديجة: نعم. ذهبت نفيسة للنبي، وقالت: يا محمد ألا تتزوج..فقال النبي: ومن تتزوجني؟.. فقالت نفيسة: خديجة..فقال النبي: وترضى..فقالت نفيسة: دعني أكلمها..ثم عادت وقالت يا محمد: وافقت خديجة". وقال خالد: "زواجهما استمر 25 سنة، فلم يتزوج النبي غيرها حتى ماتت وهي في عمر 65 سنة، أنجبت 6 أولاد.. 4 بنات وولدين.. مات الولدان.. وعاش البنات، ثم مات 3 منهن، وبقيت فاطمة"، وزاد: "وقد ربت السيدة خديجة الكثير من عظماء الإسلام، منهم: علي بن أبي طالب، زيد بن حارثة، فاطمة، الزبير بن العوام، هند بن أبي هالة، زينب ورقية".