وجه عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، رسائل تحذير مباشرة إلى من أسماهم "بعض نشطاء الحراك" في الحسيمة، حين قال إن "هناك من يحرص على تبخيس جهود الدولة وتفاعلها الإيجابي مع مطالب الساكنة"، مضيفا أن "هناك استغلالا لتلاميذ الحسيمة في جميع التحركات الاحتجاجية". لفتيت، الذي تحدث اليوم الخميس في لقاء مفتوح مع ممثلين عن هيئات المجتمع المدني وجمعيات آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسات التعليمية بإقليم الحسيمة، قال: "لاحظنا أن التلاميذ يتم استغلالهم بشكل كبير في جميع التحركات الاحتجاجية من طرف البعض، خاصة في أوقات الدراسة"، مشيرا إلى أن ذلك "يشكل ضررا على التحصيل الدراسي وتفويت الحصص الدراسية مع فترة الامتحانات". الوزير، الذي كان مرفوقا بالوالي محمد اليعقوبي مفندا شائعة "إعفائه"، اعتبر أن "الاحتجاجات في الحسيمة بمثابة مخاطر ستؤثر على جيل من التلاميذ تتمثل في خطاب عدمي يحمل شحنة سلبية تتلقاها الساكنة من بعض العناصر"، على أنه في مقابل ذلك "يحقق تلاميذ الإقليم نتائج جيدة يستحقون عليها التنويه ويمثلون كفاءات مشجعة في التعليم"، بتعبير المسؤول الحكومي. إلى ذلك، وصف لفتيت التحرك الحكومي في مجال التعليم على مستوى الحسيمة ب"الدينامية الكبيرة ضمن أوراش غير مسبوقة تعرفها المنطقة في جميع المستويات"، مشيرا إلى أن "الحسيمة لم تكن يوما منسية، بل عرفت في السنوات الأخيرة استثمارات بقيمة أكثر من 20 مليار درهم"؛ وهي البرامج التي قال الوزير إنها "تهدف إلى تمكين الساكنة من خدمات عمومية جيدة وطمأنتها على مستقبل أبنائها عبر توفير فرص الشغل للطاقات الشابة". ودعا الوزير لفتيت ممثلي تلاميذ المنطقة في جمعيات الآباء والأولياء إلى "احترام القانون، ولعب دور محوري في الصلة بين المدرسة والأسرة، وتأطير مطالب الساكنة انطلاقا من صلاحيات القانون، وواجب الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها على جميع المستويات"، مضيفا: "الوضعية الحالية تستدعي مقاربة تشاركية ينخرط فيها الجميع"، على حد قوله.