أثناء الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها عاهل المغرب إلى عدد من الدول الإفريقية، والتي قادته إلى دولة غينيا كوناكري، لاحظ المتتبعون كيف أن أمواجا بشرية كانت تتحرك على الطريق التي مر منها الموكب الملكي، من مطار كوناكري إلى القصر الرئاسي، حيث علت الأصوات وهي تهتف ترحيبا بضيف غينيا الكبير. خلال مقامها بكوناكري عاصمة غينيا، نبشت جريدة هسبريس في السر الذي يكمن وراء التقدير الكبير الذي يكنه الشعب الغيني للمغرب والمغاربة ملكا وشعبا؛ فأوصلتها الأبحاث إلى مقاطعة ساكالي (Sagalé) بمحافظة ليلوما، والتي تعتبر محج عدد من رجال السياسة ورجال الدين، الباحثين عن بركات شرفاء المنطقة. "مقاطعة ساكالي تأوي، منذ سنة 1918، عائلة شرفاء ساكالي، التي تحظى بمكانة جد متميزة؛ لأنها من سلالة الرسول الأكرم، محمد صلى الله عليه وسلم"، يقول لمين دياي في حديثه مع هسبريس، مؤكدا أن القادم الأول للشرفاء جاء إلى غينيا من موريتانيا، التي كان يقيم بها مع والدين أصلهما من المغرب. ويضيف لمين، في معرض حديثه: "هاجر الجد المغرب الأول إلى كوناكري سنة 1918. وأثناء محاولته العبور إلى سيراليون، رفضت السلطات المحتلة آنذاك منحه ترخيصا بذلك، ليستقر به المقام في منطقة فوته دجالون، التي تبعد ب300 كلم عن كوناكري، جهة الشمال الشرقي، حيث التقى بعدد من رجال الدين، في الزاوية الشهيرة بساكالي، والذين رحبوا بقدوم واحد من شرفاء المغرب إلى بلدتهم". "منذ قرن من الزمن، اقترن المغرب عند الغينيين بالتدين، واحتل ملوك المغرب مكانة خاصة في قلوبهم؛ لأن ملك المغرب هو أمير للمؤمنين، وبالتالي فهم يشعرون بأنه أميرهم كمؤمنين، وحبه من حب آل الببت"، يقول لمين، و"هذا هو السبب الرئيسي الذي يكمن وراء تعلق قلوب الغينيين بملك المغرب، وشعب المغرب، وأرض المغرب"، يردف المتحدث. البحث، الذي أجرته جريدة هسبريس على الميدان بغينيا، أفضى إلى كون الوازع الديني هو السبب الرئيسي وراء احتلال المغاربة، ملكا وشعبا، مكانة خاصة في قلوب الغينيين، إذ أن المسلمين يشكلون حوالي 80 في المائة من عدد السكان البالغ 11 مليون نسمة، يستقر 2.3 ملايين منهم بالعاصمة كوناكري. ومن أهم البنايات التي تؤثث الجانب العمراني بالعاصمة كوناكري ينتصب المسجد الكبير، الذي يعدّ رابع أكبر مسجد بإفريقيا والأول في إفريقيا جنوب الصحراء. وقد جرى تدشين هذا المسجد سنة 1982، في عهد الرئيس أحمد سيكوتوري، بتمويل من الملك فهد بن عبد العزيز.