يبدو أن أول عرض لإيلي غولدينغ، فنانة البوب البريطانية، في المغرب، وبالضبط في أولى سهرات النسخة ال16 من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" بمنصة السويسي بالرباط، لن يكون آخر عرض لها بالمملكة، إذ أعلنت الفنانة الشابة أمام الآلاف من جمهورها أنها ستعود قريبا. "أراكم قريبا، سأعود قريبا، أعدكم بذلك"، بهذه العبارات حيّت الفنانة البريطانية جمهورها الرّباطي، بعد أن قدمت لهم مزيجا من أجناس موسيقى البوب، إلى جانب إضفائها لمسة من الروك الكلاسيكي على عدد من المقاطع التي قدمتها، عبر إدراج صوت القيثارة الكهربائية الهادر. المغنية والملحنة وعازفة القيثار وكاتبة الكلمات البريطانية، التي اشتهرت بعد حصولها على جائزة بي بي سي المعروفة باسم "ساوند أوف" سنة 2010، استعانت بأغلب ريبرتوارها الغنائي في أول احتكاك لها بالجمهور المغربي، بحيث قدمت على خشبة موازين عددا من أغانيها المشهورة على غرار "إينيثينغ كود هابين" و"إيفيري بودي ستاري أيد" و"بارادايز" و"هاو لونغ ويل أي لوف يو"، وهي مختارات من ألبوماتها الثلاثة "أضواء" و"هالكيون" و"الهذيان". وتفاعل جمهور منصة السويسي بشكل كبير، وأغلبهم من الشباب، مع أداء غولدينغ وحركاتها، خاصة عندما نزعت قبعة مغنية البوب، وتحولت في رمشة عين إلى "روك ستار" من زمن "الأولد سكول" عازفة بخفة على قيثارة كهربائية، متماهية بلغة جسدها مع الأصوات المختلفة الصادرة منها، وهو ما جعلها تنهي العزف لتقول لهم: "عادة أكون جدية الملامح في حفلاتي، لكنكم جعلتموني أبتسم بصدق، شكرا لكم على ذلك". وجددت غولدينغ، طيلة ساعتين من مدة العرض، شكرها لجمهور موازين، الذي ردد معها كلمات عدد من المقاطع، وهو ما أدخل السرور إلى قلب الفنانة البريطانية، لتخاطبهم: "أنا محظوظة لأنني معكم اليوم.. جمهور رائع!"، مواصلة غنائها للحب والعلاقات الإنسانية، وعن الألم الذي تخلفه هذه العلاقات في اللحظات العصيبة من الحياة. "الكثير من المعجبين حول العالم يصورونني أثناء حفلاتي، لكنني أفضل الاستمتاع بالعرض والتقليل ما أمكن من التصوير، لهذا أنتم مميزون للغاية لأنكم انغمستم في العرض"، تقول غولندينغ أمام الآلاف من معجبيها، قبل أن تضيف لعدد من الشباب والشابات الذين اختاروا توثيق لحظاتهم هذه رفقة الفنانة البريطانية بالصوت والصورة: "ضعوا هواتفكم جانبا وارفعوا أيديكم إلى الأعلى، أريد أن أرى جميع الأيدي مرفوعة بدون هواتف". واستعانت نجمة البوب الشابة بآلات موسيقية مختلفة، وبعازفين متنوعين، تبادلوا الأدوار طيلة مدة العرض لرفع إيقاع الاحتفال إلى أعلاه، هي التي اشتهرت بإعادة إنتاج أغان قديمة لنجوم تاريخيين، كأغنية "يور سونغ" لإلطون جون، التي أهلتها لأدائها في حفل زفاف الأمير ويليام والأميرة كاثرين سنة 2011 في قصر "الباكينغهام بالاص".