انطلقت حملات تحسيسية وتشخيصية مُكثفة بجميع مناطق المغرب، تروم إطْلاع الفتيات والنساء المغربيات على خطورة داء سرطان الثدي وعنق الرحم، بالإضافة إلى أهمية وسبل الفحص المبكر، تفاديا للمُضاعفات الخطيرة لهذا المرض الفتاك الذي يعصِف بحياة آلاف المغربيات؛ وذلك في إطار البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، وتماشيا مع الإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية 2011 -2020. الاختصاصية في أمراض النساء والتوليد مريم أبوحيان أكدت أن نسبة التماثل للشفاء من مرض سرطان الثدي وعنق الرحم تكون أكبر عند التشخيص المبكر للمرض، لافتة إلى 95 في المائة من الحالات تشفى من المرض عند اكتشاف الإصابة مبكرا. وأوضحت أبوحيان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن النساء ابتداء من سن الأربعين مطالبات بإجراء فحوصات دورية عبر "الماموغرافي" دون ظهور أي أعراض مقلقة، لافتة بالمُقابل إلى أن ظهور إفرازات على مستوى الحلمات أو تواجد كتل أو أورام على الثدي يتطلب زيارة فورية إلى طبيب اختصاصي من أجل إجراء الفحوصات اللازمة. وبخصوص عنق الرحم، ترى المتحدثة أنه يتوجب على الشابات إجراء فحوصات ابتداء من 25 سنة وطيلة الحياة بوتيرة سنوية، موصية النساء بزيارة اختصاصي (ة) أمراض النساء والتوليد سنويا من أجل إجراء فحوصات سريرية يُقيَّم إثرها حاجة كل امرأة إلى الخضوع للفحوصات بالصدى. وحذرت الأخصائية في أمراض الثدي وجراحة الجهاز التناسلي من مغبة التساهل مع ظهور مجموعة من الأعراض المنذرة بالإصابة بسرطان الثدي على مستوى الثدي، متمثلة في انتفاخ واحدة دون الأخرى والاحمرار والإحساس بتواجد كتل أو ورم بالثدي أو الإبط، ناهيك عن الإحساس بالألم وكذا سيلان الحلمة، لافتة إلى أهمية القيام بفحص ذاتي للثدي خلال الاستحمام عقب كل دورة شهرية واللجوء إلى عصر الحَلَمة. أما عن الأعراض المتعلقة بعنق الرحم، فأشارت المتحدثة إلى نزول حيض في غير وقته، وسيلان دم عقب العلاقة الجنسية وآلام أسفل الظهر. وتسعى الحملة الوطنية إلى توعية النساء بخطورة هذا الداء وسبل الكشف عنه، والمبادرات التضامنية الواجب الانخراط فيها لدعم ومؤازرة النساء المعنيات بالمرض وتمكينهن من الولوج للعلاج. كما تتوخى الحملات التحسيسية التوعية بأهمية الفحص المبكر وتعزيز مشاركة النساء في البرامج الصحية التي تخصهن، وكذا التوعية بمرض سرطان الثدي الذي يمكن تفادي مضاعفاته الخطيرة عبر العلاج المبكر. وحسب المنظمة العالمية للصحة فإن الكشف عن السرطان يروم استكشاف السرطانات أو الآفات السابقة للسرطان في مرحلة قابلة للعلاج، باستعمال اختبارات بأسعار مقبولة وموثوق بها وآمنة ومقبولة من قبل أكبر عدد من الناس؛ الغاية منها فصل الأشخاص غير المصابين بالسرطان عن الأشخاص الذين من المحتمل أن يكونوا مصابين، والذين يحتاجون إلى فحوصات إضافية أكثر عمقا.