خاض أكثر من 400 شخص من مهنيي قطاعي الزليج التقليدي والفخار بفاس، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر نظارة الأوقاف بالعاصمة العلمية للمملكة، الكائن بباب الجديد بحي البطحاء، عبروا من خلالها عن رفضهم كراء مقلع الطين عالي الجودة المعروف ب"ظهر الحوت" بمنطقة بنجليق، في إطار سمسرة عمومية، لفائدة غير مهنيي القطاع. وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها جمعيات حرفيي وصناع الزليج والفخار فضلا عن المكتب النقابي للزليج التقليدي باب الخوخة بفاس، بالتزامن مع الموعد الذي كان مقررا أن تعقد فيه السمسرة العمومية للمقلع المذكور، والتي تم تأجيلها إثر الغليان الذي أثارته في صفوف مهنيي القطاع. عبد الإله القونتي، نائب رئيس جمعية الإخاء لصناع الفخار والزليج بحي بنجليق، قال، في تصريح لهسبريس، إن هذه الوقفة الاحتجاجية أكدت إجماع مهنيي القطاع على المطالبة بتخصيص كراء مقلع "ظهر الحوت" على الحرفيين، وخفض سومة المتر المكعب من طين المقلع ذاته؛ وذلك خدمة لمصالح القطاع وحمايته من الدخلاء والمضاربين، حسب المتحدث ذاته. من جانبه، كان المكتب النقابي للزليج التقليدي الفاسي باب الخوخة بفاس، المنضوي تحت لواء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، قد ذكر، في بيان له بمناسبة الدعوة إلى تنظيم هذا الشكل الاحتجاجي، توصلت هسبريس بنسخة منه، أن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي "نظرا للوضعية الكارثية للمادة الأولية، المتمثلة في الطين، والتي أصبح يعاني من صلابتها وجودتها الصانع النقاش أثناء عمله لكسب قوته اليومي"، و"كذلك للنية الواضحة لبيع الصانع التقليدي في المزاد العلني"، و"دون مراعاة الجانب الإنساني والاجتماعي للصناع العاملين في القطاع، وفتح باب المضاربة أمام الدخلاء"، حسب لغة البيان ذاته. وكانت فعاليات قطاع الزليج والفخار بفاس قد طالبت والي جهة فاسمكناس بالتراجع على هذه السمسرة العمومية، معتبرة إياها "بيعا ومتاجرة في قطاعين مهمين يشغلان أزيد من 15 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر". كما عبر المهنيون، من خلال الرسالة ذاتها، التي توصلت هسبريس بنسخة منها، عن رفضهم تحديد ثمن المتر المكعب من طين مقلع "ظهر الحوت" في 20 درهما؛ "لأن من شأن ذلك رفع تكلفة الحمولة، وبالتالي الرفع مباشرة من ثمن الزليج، وهذا ما يرفضه مهنيو القطاعين جملة وتفصيلا"، بتعبير الرسالة ذاتها. يذكر أن ناظر أوقاف فاس كان قد حدد في عقد السمسرة العمومية العلنية لبيع مخزون مادة الطين لمقلع "ظهر الحوت"، البالغ حجمه الإجمالي 1,2 مليون متر مكعب، في مدة لا تزيد عن 10 سنوات غير قابلة للتجديد؛ وذلك بسومة تنطلق من 20 درهما للمتر المكعب الواحد. وجرى تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية بالتزامن مع الزيارة التي قام بها أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الخميس، لبعض المواقع بأحياء مدينة فاس العتيقة؛ وذلك من أجل تفقد سير ترميم مؤسسات تاريخية تابعة لوزارته.