يعتصم ممرضو المملكة منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا أمام مقر وزارة الصحة، وأيضا بالقرب من المندوبيات الجهوية بمختلف ربوع الوطن؛ وذلك احتجاجا على ما طالهم من تعنيف، وأيضا للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية والعلمية؛ وهو الاعتصام المقرر أن يستمر 12 ساعة متواصلة. وشمل إضراب الممرضين جميع المستشفيات العمومية للمملكة، ما عدا أقسام الإنعاش والمستعجلات، وكذلك أقسام تصفية الدم. وقال عبد النور البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحركة الممرضات والممرضين لأجل المعادلة، إن الإضراب الوطني الذي دعت إليه الحركة ودعمته مختلف النقابات يعد "إضرابا ناجحا بكل المقاييس"، مفيدا بأن نسبة المشاركة تراوحت ما بين 80 في المائة و90 بالمائة؛ فيما ترتفع النسبة بالمناطق الشمالية لتتجاوز 90 بالمائة. ويضيف البقالي في تصريح لهسبريس: "بعد الاعتداءات التي تعرض لها الممرضون تجددت مطالبنا بالقيام بأسبوع غضب تمريضي تتخلله وقفات احتجاجية واعتصامات إقليمية وجهوية"، مفيدا بأن الإضراب المنظم اليوم يعد فقط خطوة "إنذارية" ستليها خطوات تصعيدية أخرى. وزاد المتحدث ذاته: "في حال ما إذا لم تنفذ الوزارة مطالبنا ستعقد الحركة اجتماعا وطنيا الأسبوع المقبل، سيتم خلاله تقرير أشكال نضالية تصعيدية غير مسبوقة في تاريخ مهنة التمريض بالمغرب". ويردف البقالي: "الممرضون يحسون بمسؤولية على عاتقهم من أجل تجويد الخدمات الصحية، لهذا نريد أن يكون لنا تكوين أكاديمي وعلمي في المستوى يساير تطورات المهن التمريضية في العالم؛ وهو ما سيضمن تجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين"، وأضاف: "ندعو المواطنين إلى تفهم أسباب الإضراب ومشاركتنا في نضالنا من أجل إيصال رسالة إلى وزارة الصحة مفادها وجوب رد الاعتبار لقطاع الصحة العمومية بالمغرب". وبالموازاة مع الإضرابات والاعتصامات المتفرقة بمختلف ربوع المملكة، نظمت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة، منتقدة فيها الوزير الوصي على القطاع، ومعتبرة أنه "غير أهل للثقة". ورفع المشاركون في الوقفة شعارات من قبيل "إلى بغيتو الحقيقة الوزير ماشي ثقة"، "يا وزير يا مسؤول باراكا من التماطل"، "الملفات منسية والحوارات شكلية"، "عيينا من الانتظار وقلة الاعتبار"، "لا تنازل لا خضوع الكرامة حق مشروع"، "الممرض في كل مكان كرامتو لا تهان". وسبق أن قال رضى شروف، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، في تصريح لهسبريس، إن "تدخل سلطات الأمن العمومية بطريقة شرسة تسببت في جروح وكسور لفئة من الممرضين يعد سابقة في تاريخ قطاع الصحة". وواصل شروف في تصريح لهسبريس: "لم يسبق أن رأيت تدخلا بهذا الشكل، علما أنه تزامن مع موعد تنصيب وزير الصحة خلال ولايته الحالية، ما يقدم إشارة سلبية"، مشيرا إلى أن "المغرب خطا خطوات كبيرة في ما يتعلق بالمجال الحقوقي؛ ولا يمكننا التراجع إلى الخلف من خلال مثل هذه التصرفات"، على حد قوله.