عادت السلطات من جديد للتشويش على نشاط شباب 20 فبراير بمدينة طنجة يوم أمس الأحد 17 يوليوز، إذ تزامن توقيت ومكان انطلاق المسيرة التي دعت اليها حركة 20 فبراير المناهضة للفساد والاستبداد مع انطلاق سهرة فنية صاخبة لفن الراي نشطها الشاب هلال الوجدي شبيه الفنان الجزائري الشاب بلال. وعكس الأسبوع الماضي الذي فضل فيه شباب الحركة الانسحاب بعد تصرف مماثل من طرف السلطات فإنهم آثروا البقاء في الساحة لبعض الوقت وواجهو بالشعارات والصفير صخب مكبرات الصوت ونداءات الشاب هلال الوجدي الذي حاول استمالتهم دون جدوى ، وسط حضور أمني مكثف طوق المنصة ووقف حاجزا بين المحتجين وبعض المواطنين الذين بدوا مستمتعين بإيقاعات الراي. ومع مرور الوقت وانضمام آلاف المواطنين قرر شباب ال20 من فبراير الانطلاق بمسيرتهم الحاشدة التي قطعت مسارا طويلا امتد على أزيد من 8 كيلومترات،اخترقت فيه بعض الأحياء الشعبية كبن ديبان وكاساباراطا والسواني لتصل إلى مدار 20 غشت ثم شارع فاس قبل أن تعرج على مقر ولاية طنجة حيث توقف المحتجون لترديد شعارات التضامن مع الناشط في حركة 20 فبراير عصام أهروش الذي سبق وأن احتجزت السلطات سيارته ومكبرات الصوت التي كان يزود بها المسيرات،حيث اتهموا الوالي حصاد والكاتب العام للولاية الغنوشي بالوقوف وراء عملية الاحتجاز والتضييق الذي يمارس على بعض النشطاء بصفة عامة،لتواصل المسيرة مسارها في اتجاه ساحة المدينة ثم شارع محمد الخامس حيث توقفت عند ما يعرف تاريخيا بسور المعاكيز أو ساحة فرنسا. المسيرة التي أعادت للحركة زخمها الشعبي بالمدينة قدر عدد المشاركين فيها حسب ما أفاد به أعضاء من اللجنة المنظمة لهسبريس ب 100 ألف مواطن ومواطنة، حيث بدت الشوارع التي مرت منها التظاهرة مكتظة بالمحتجين كما تميزت بشعارات نوعية ركزت على الجانب السياسي في مطالب الحركة،فانتقدوا بشكل مطول احتفاظ الملك بكل السلطات واستنكروا تماطل ما أسموه بالمخزن وتلكئه في الاستجابة لمطالب المواطنين. وفي سؤال لأحد أعضاء التنسيقية الداعمة لمطالب الحركة بالمدينة عن الأسباب التي دعتهم لتغيير مسار المسيرة بشكل مفاجئ قال"المخزن يلعب لعبته ونحن نجيبه باللغة التي يتقن،احتلال ساحة التغيير التي تشكل رمزا للشباب بالمدينة ومنعهم من الاحتجاج بها بشكل مستفز،كان يستوجب منا ردا وردنا كان واضحا،نحن مستعدون لتحويل طنجة كلها لساحات تغيير ". المسيرة وكما عاينت هسبريس مرت في جو هادئ ودون مشاكل تذكر وفي غياب شبه تام لرجال الأمن الذين اكتفى قلة منهم بالمراقبة من بعيد،كما لوحظ غياب الإنارة عن أغلب الشوارع التي مرت منها المسيرة ما اعتبر تصرفا مقصودا حسب بعض النشطاء.