وسط توصيات ملحة بضرورة الاعتراف بسيرة عبد الله بن ياسين، مؤسس الدولة المرابطية في المغرب، الذي يوجد قبره بضريح بمنطقة "كريفلة" وسط سهول وهضاب خضراء ومسالك طرقية وعرة، انطلقت اليوم السبت الدورة الأولى من "المهرجان الربيعي الثقافي والفني لعبد الله بن ياسين". عبد الإله الوافي، رئيس مرصد زعير للتنمية والحكامة المنظم للحدث، أورد أن الموعد الثقافي "هو الرابع من نوعه ضمن الفعاليات التي ينظمها المرصد بضريح المؤسس الروحي والجهادي للدولة المرابطية عبد الله بن ياسين"، مضيفا أن رمزية النشاط "تتوجه إلى توسيع الجهود حول ملف الصحراء لاعتبار الرجل كان يؤمن بالمغرب الكبير من طنجة إلى شنقيط جنوبالسنغال"، فيما شدد على ما يطال هذه الشخصية "من تهميش والمناسبة إرادة لإعادة الاعتبار التي تنطلق من ضريحه". في ندوة ثقافية، توقف الأستاذ الجامعي علال الخديمي عند السيرة الذاتية لعبد الله بن ياسين سياسيا ودينيا، حين قال إنه "أنهى من خلال المرابطين التشتت السياسي والمذهبي والديني الذي كان يعيشه المغرب في القرنين الثاني والثالث الهجريين، فأسسوا إمبراطورية مغربية كبرى"، مضيفا أن بن ياسين كان داعية إسلاميا "فقد تحمل مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ظلم وفساد في الأرض"". وقال الجامعي المغربي إن ظهور دور بن ياسين مع الإمبراطورية المرابطية جاء "بعد انتشار المذاهب والانتفاضات على ولاة الدولتين الأموية والعباسية.. بالرغم من أن المغرب عاش نوعا من الاستقرار في عهد الدولة الإدريسية، فإنها ضعفت وتفرق المغرب إلى دويلات عديدة"، مشيرا إلى أن ظهور الإمارة البرغواطية "أسهم في تقسيم المغرب إلى مذاهب وانهيار أخلاقي فظيع وبعد كبير عن الدين". بن ياسين، من وجهة نظر علال الخديمي، كان من علماء السنة والمذهب المالكي "الذين قادوا حركية إصلاحية وأنقذوا البلاد من الانهيار الديني عبر بناء رباطات ومدارس دينية، ووحد المغرب، وقضى على التشتت قبل أن يقتل في معركة مع قبائل برغواطة الذين ينتمون إلى فئات الخوارج والشيعة وعديد من المذاهب"، موضحا أن مقتل بن ياسين جرى في منطقة كريفلة وهناك دفن جثمانه في منتصف القرن الرابع الهجري. أما بوعبيد التركي، الباحث في التاريخ والتراث الزعري، فوصف بن ياسين بكون "داعية ومهدي الدولة المرابطية وزعيمها الروحي"، متابعا أنه "عاش في فترة القرن ال11 الميلادي منحدرا من منطقة سوس"، على أنه "حاول تطبيق الشريعة بالاعتماد على التعاليم الصحيحة للقرأن والسنة.. إلى أن بلغ عدد مريديه الألف، فأمرهم بالخروج من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي يبقى، حسب الباحث المغربي، من أبرز ركائز دعوة بن ياسين، مشيرا إلى أنه "جمع أنصاره من مختلف القبائل التي وحدها وقام بغزوات لنشر الإسلام الصحيح.. انطلق نحو قبائل وإمارات ثم بلغ قبائل برغواطة وقاد ضدها حروبا كثيرة إلى أن استشهد في إحداها عام 451 هجرية ودفن في كريفلة من قبائل ولاد كثير بمنطقة زعير". الموعد الثقافي، الذي اختار له المنظمون شعار "المؤهلات الطبيعية وللتراث الثقافي في خدمة التنمية"، عرف حضور وجوه فنية وثقافية وسياسية؛ من قبيل الممثلين محمد مفتاح وحسن ميكيات، بجانب الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، فيما ألقيت فقرات من الزجل والشعر العربي على لسان الشاعرين فاطمة مستعد ومحمد بوعبيدي.