وجه عبد الواحد الفاسي، نجل الزعيم التاريخي لحزب الاستقلال علال الفاسي، نداء إلى كل الاستقلاليين يدعو من خلاله إلى الوحدة ورص صفوف الأسرة الاستقلالية، وتجاوز حالة الانقسام التي اعتبر ألا مبرر لها منطقيا وواقعيا. النداء الذي وجهه الفاسي إلى كل الاستقلاليين أكد من خلاله أن الهدف منه هو مواجهة ومقاومة الأساليب الشعبوية المرفوضة، و"من أجل الإيمان القوي بحزب أكثر قوة ومتانة، وأكثر وحدة وصلابة". واعتبر نجل علال الفاسي أن الحزب لا يجب أن يظل جامدا في عالم جديد ومتجدد، يتحرك بسرعة، "لأن دوره الأساسي هو إعادة الثقة للمواطنين، وإعادة الثقة والحماس لشباب هذه الأمة العظيمة في تاريخها، وحاضرها، ومستقبلها"، مشددا على دقة المرحلة، وداعيا إلى الانخراط في العمل الميداني المتواصل "عوض الكلمات الرنانة، أو الدنيئة، التي تتسبب في أعمال مطبوعة بالعدوانية والطيش، ما يسبب في مضاعفات خطيرة علينا جميعا، وتشويه سمعة وصورة إرث تاريخي اسمه حزب الاستقلال، بكل ما ورثناه عن مناضلات ومناضلين أفذاذ". وشدد الفاسي على وجوب البحث عن آليات وموارد من أجل الوفاء بالوعود التي تقدم للمواطنين، مؤكدا على الحاجة إلى إصلاحات حقيقية لتحقيق إدماج سياسي حقيقي للأمة في عمل سياسي مطبوع بالنضج، واحترام إرادة الأمة كيفما كانت، و"قراءة التحديات التي تواجهنا بمنطق العقل، وليس بمنطق الانتقام، لبناء إستراتيجية عمل واقعية لإصلاح مؤسساتنا وتنظيماتنا، وفق خارطة طريق واضحة تلزمنا جميعا، ونتعهد باحترامها والعمل على تنزيل أهدافها". واعتبر القيادي الاستقلالي أن المعطيات المقترحة تفرض حسن اختيار مجموع الفريق القيادي المؤتمن على قيم ومبادئ الحزب، من خلال فتح الباب لجميع الطموحات وفق ضوابط ومعايير معقولة ومنطقية تحصينا للتنظيم من جهة، ومن جهة أخرى لتمكين المنتسبين من حرية الاختيار، ووضع الثقة في من يستحقها بدون ضغوطات من أي جهة كانت. ولم يفوت عبد الواحد الفاسي الفرصة دون التأكيد أن طموحات الترشيح لا يجب أن تكون أداة للتفرقة، داعيا إلى تجاوز منطق الصراع من أجل أشخاص، واعتماد منطق التنافس في إطار حوار الأفكار بأسلوب الإقناع، محذرا من مآل أحزاب "حولتها الصراعات إلى مجرد قشور متناثرة بقدرة قادر، وبمساهمات واضحة من داخلها". الفاسي اعتبر أن حزب الاستقلال قبل بتقديم تنازلات منذ سنوات أضرت بالجميع، وزاد: "نتحمل مسؤوليتها جميعا وبكل وضوح"، مشددا على أن الحاجة اليوم ملحة إلى "وقفة حقيقية مع الذات، لممارسة نقد ذاتي مسؤول وحقيقي، بنكران للذات لنستطيع تحقيق نتيجة إيجابية نتوافق حولها جميعا، لأن الخلاف الذي يبدو حادا ليس جوهريا ولا عميقا، لأنه لا ينبني على توجهات فكرية أو مبدئية"، وفق تعبيره.