يسابق أرباب أزيد من 9 مقاولات تكنولوجية مغربية الزمن بحثا عن موطئ قدم في واحد من أسرع الاقتصاديات نموا في قارة إفريقيا، بمعدل نمو يتجاوز 7 في المائة سنويا، في الوقت الذي نهج فيه المسؤولون الروانديون سياسة تبسيط مساطر الاستثمارات والاعتماد على الحلول التكنولوجية الذكية لاستثمار مجموعة من الرخص في وقت قياسي. يعود اهتمام المقاولات التكنولوجية المغربية بالبحث عن فرص أعمال في رواندا إلى تبني حكومة كيغالي لإستراتيجية تشجّع المقاولات الصاعدة الذكية على الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث أطلقت برنامجا تدريبيا محليا لجعل القوى العاملة في رواندا على نفس مستوى نظيراتها في الدول المتقدمة من حيث رقمنة المهارات وتأسيس جيل معد جيدا للتعامل مع قطاع التكنولوجيا المزدهر؛ وذلك في أفق تحويل رواندا إلى "سنغافورة إفريقيا". كما يؤكد المستثمرون المغاربة في قطاع التكنولوجيا، الذين يشاركون في ملتقى الأعمال الإفريقي الذي ينظمه البنك المغربي للتجارة الخارجية خلال الفترة الممتدة ما بين 3 و8 أبريل الجاري بدول إفريقيا الشرقية، أن هناك فرصا واعدة في قطاعات التكنولوجيا، التي تستفيد من المستويات العالية لنمو الاقتصاد المحلي. ويؤكد البنك الدولي أن اقتصاد رواندا كان الاقتصاد الذي شهد التطور الأكبر على مستوى العالم منذ عام 2005، إلى جانب ارتفاع قيمة الناتج الإجمالي المحلي للبلاد بنحو 1.17 مليار دولار أمريكي في الخمس سنوات الأخيرة. "اتصالات المغرب" تعدّ واحدة من المجموعات الاقتصادية المغربية العاملة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة، التي لم تسقط رواندا من أجندتها الاستثمارية، عبر ذراعها التكنولوجية "كازانيت". ويقول محمد السقاط، الذي يشغل منصب مدير خدمات الأعمال ب"كازانيت"، إن هناك مجموعة من المؤشرات تؤكد أن السوق الرواندية ستشهد مزيدا من النمو، خاصة فيما يتعلق بقطاع التكنولوجيات الحديثة. وأوضح السقاط، في تصريح لهسبريس، أن "المقاولات المغربية باستطاعتها توظيف خبراتها التي راكمتها في مجالات تخصصاتها التكنولوجية، والعمل جنبا إلى جنب مع الشركات الرواندية في إطار مشاريع مربحة للطرفين". وأضاف المتحدث: "بالنسبة إلى كازانيت، فهي ستعمل على البحث عن فرص لتوظيف خبراتها التي راكمتها في قطاعات التكنولوجيات الحديثة، خاصة فيما يهم الحوسبة السحابية، وحلول الشبكات والنظم الذكية، ووضعها رهن إشارة الشركات الرواندية". من جهته، قال محمد بنبوبكر، نائب رئيس لجنة إفريقيا والعلاقات الجنوبية البينية بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن إفريقيا الشرقية تعدّ من الأسواق المهمة التي ينبغي على المستثمرين المغاربة إيلاءها المزيد من الاهتمام. وأشار المتحدث، في تصريح لهسبريس، إلى أن "رواندا استطاعت أن تفرض نفسها كواحدة من الدول الإفريقية القلائل التي وضعت خطة واضحة المعالم لتحويل البلد إلى قطب تكنولوجي ومنصة لكبريات المقاولات التكنولوجية في العالم على غرار سنغافورة". وشرعت رواندا في خطوات عملية حقيقية لتحقيق هذا المبتغى، حيث أطلقت العمل بالأنترنيت فائق السرعة عبر الألياف البصرية سنة 2008، فيما شرعت بالعمل بالأنترنيت النقال فائق السرعة من الجيل الرابع سنة 2014. وعلى النهج نفسه، أطلقت رواندا مبادرات مثل "إفريقيا الذكية" و"حديقة تكنولوجيا المعلومات"، والتي تعد نماذج جيدة لجهود رواندا الرامية إلى تحديث قطاع القوى العاملة؛ وهي المبادرات التي تسهم بقوة في تطوير عملية التحول الرقمي في البلاد.