صادقت دول البحر الأبيض المتوسط على اتفاق حمل اسم "MedFish4Ever"، يتضمن برنامج عمل لمدة 10 سنوات بغية إنقاذ الثروة السمكية المهددة بالانقراض من خلال اتخاذ تدابير وخطط متعددة؛ وذلك عبر ضمان استدامة مصايد الأسماك الصغيرة والنهوض بتربية الأحياء المائية واحترام فترات الراحة البيولوجية، بالإضافة إلى مكافحة الصيد غير المشروع وحماية الشعاب المرجانية وأماكن تكاثر الأسماك. ووفق بلاغ صادر عن المفوضية الأوروبية، نقلت مضامينه صحيفة "Ecoavant" الإسبانية، فإن هذا الاتفاق "يعد بمثابة خطوة عملية ويعكس سياسة الجوار الناجحة بين دول البحر الأبيض المتوسط؛ كما أن برنامج العمل سيمتد لعقد من الزمن ويقوم على أهداف طموحة وواقعية"؛ مشيرا إلى أن "القرار جاء عقب محاضرة جمعت وزراء الدول الموقعة على الميثاق، وذلك بجمهورية مالطا". ويضيف البلاغ أن "الاتفاق يحمل توقيع كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا ومالطا وكرواتيا واليونان وقبرص والمغرب والجزائر، ومصر وتركيا وألبانيا والجبل الأسود، وذلك تحت إشراف البرلمان الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، والمجلس الاستشاري للبحر الأبيض المتوسط"؛ موضحا أن "جميع الأطراف ملزمة بجمع بيانات كافية وتحليلها تماشيا مع البنود الواردة في البروتوكول". وفي منحى ذي صلة، قال كارمينو فيلا، المفوض الأوروبي المكلف بالبيئة وشؤون الصيد البحري، إن "الأطراف الموقعة على الاتفاق صنعت التاريخ، كما أنها تملك إرادة سياسية قوية للعمل عبر اتخاذ إجراءات ملموسة ستنعكس إيجابا على الثروة البحرية للضفتين، خاصة أنها التزمت بوضع خطط متعددة للتسيير في مجال الصيد البحري عبر تحليل المعطيات القائمة بشكل عملي ومنتظم"، على حد قوله. وشدد اتفاق "MedFish4Ever" على "ضرورة القضاء على الصيد غير المشروع بحلول عام 2020، وذلك عن طريق إعطاء ضمانات بأن جميع الدول الموقعة على البروتوكول تتوفر على إطار قانوني وتقني إلزاميين قصد حثها على الوفاء بمسؤولياتها التفتيشية والرقابية"؛ مبرزا أن "عملية تطوير النظم في هذا المجال ستشرف عليها اللجنة العامة لمصايد البحر الأبيض المتوسط، وكذا المفوضية الأوروبية". من جهتها، رحبت المنظمة الدولية "Oceana"، التي تعنى بالحفاظ على الثروة السمكية البحرية للبحر الأبيض المتوسط، بهذا الاتفاق السياسي الذي يحث البلدان الموقعة على متابعة توصيات عملية لضمان استدامة الموارد البحرية، وبالتالي القطع مع أساليب الصيد الجائر التي تلحق أضرارا كبيرة بأصناف عديدة من الأسماك، كما أطلقت وسما (هاشتاغ) عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #StopOverfishing.