بعدما كان من المرتقب أن يزور الملك محمد السادس الأردن من أجل المشاركة في قمة الجامعة العربية العادية، لم يشارك الملك في هذه القمة، التي حضرها 16 قائدا عربيا، وجرى الاكتفاء بوفد مغربي يرأسه صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة تصريف الأعمال. مسألة مشاركة الملك محمد السادس ضمن أشغال القمة العربية، بعد أن رفضت المملكة استقبال القمة الماضية، أثيرت بشكل كبير بعد زيارة العاهل الأردني عبد الله الثاني للمغرب خلال الأسبوع الماضي، والتي التقى خلالها بعدد من المسؤولين المغاربة، فيما أعلن أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ويبقى المؤكد، بعد افتتاح القمة صباح الأربعاء بالعاصمة الأردنيةعمان، أن صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة تصريف الأعمال، هو أرفع مسؤول في الوفد المغربي، مقابل غياب أي بلاغات رسمية تفسر عدم مشاركة الملك محمد السادس في القمة. وقبل انعقاد القمة بيوم واحد، شارك مزوار في اجتماع وزراء الخارجية العرب، كما وصف الأجواء التي تمر منها بأنها إيجابية. أما أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، فقد صرح بأن اجتماع وزراء الخارجية العرب تبنى كل القرارات التي رفعها المندوبون الدائمون، والتي رفعت إلى القادة العرب، مشددا على أن القمة ستؤكد على ضرورة العمل العربي المشترك للتعامل مع كل الأزمات. ويتحدث عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض بمراكش، عن علاقة المغرب بجامعة الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، والتي كانت أبرز علامات توترها رفض المغرب استقبال اشغال القمة السابقة، مذكرا بأن المغرب اعتبر أن القمم العربية شكلية؛ وذلك ناتج عن كون العمل العربي التشاركي خضع للكثير من التقاطب من خارج الجامعة العربية. وأبرز البلعمشي، في تصريح لهسبريس، أن الانقسام بين الدول العربية واضح، خاصة فيما يتعلق بالقضايا السياسية؛ وهو ما جعل دولا تبحث عن أحلاف، كما هو الشأن بالنسبة إلى التحالف المغربي الأردني الخليجي، مقابل دول أخرى أصبحت تتحرك وفق أجندات خارجية، وأسهم التدخل الإيراني التركي بالإضافة إلى الأجندة الدولية بالإقليم في هذا التشرذم، كما تحضر إلى الاختلافات الحادة بعد الربيع العربي. وبالرغم من وجود عدد من التقارير التي أكدت أن زيارة الملك الأردني هي بمثابة دعوة إلى الملك من أجل حضور هذه القمة، يضيف أستاذ العلاقات الدولية، يبدو أن المحادثات بين الطرفين جرى الاتفاق من خلالها على أن يبقى المغرب في الموقف نفسه، بالرغم من العلاقات الجيدة والقوية التي تربط المغرب بالأردن، "ما يحيل إلى أن موقف الملك من العمل العربي بشكله الحالي هو موقف مبدئي وإستراتيجي في حين يشارك وفد يترأسه وزير الخارجية والتعاون، وهو أقصى ما يمكن في ظل غياب تشكيل حكومة جديدة بالمغرب"، يضيف المتحدث.