انتقلت التشكيلية فاطنة شعنان من الفن العفوي إلى الفن التشكيلي الاحترافي، واعتمدت في رسوماتها على مجموعة من المدارس الفنية، حيث رسمت لوحات للفن السوريالي والانطباعي والواقعي، قبل أن تكتشف لمستها الخاصة في عالم الفن التشكيلي.. واختارت الفنانة التشكيلية فاطنة شعنان أن تحتفي، في لوحاتها الأخيرة المعروضة في الدارالبيضاء، ب"التراث والتاريخ المغربي والاحتفاء بالإنسان". عن بداياتها، تقول الفنانة التشكيلية، في حديثها لهسبريس، إن "الرسم بالنسبة إلي مسألة فطرية؛ فمنذ طفولتي كنت أحب الرسم والتخطيط. وبحكم أن والدي كان فلاحا ونشأتي كانت وسط الطبيعة والخضرة، عشقت الألوان، وظلت هذه الهواية ترافقني طيلة مراحل سني". وتضيف شعنان: "وجدت ضالتي بالصدفة؛ ففي أحد الأيام، مررت بزقاق في الدارالبيضاء، فلمحت عيناي محلا لبيع اللوحات.. وقد دفعني القدر إلى الدخول إلى المحل، والسؤال عن إمكانية أخذ دروس في الرسم التشكيلي، فكان الرد بنعم.. لا يمكنني وصف مشاعري حينها، ومن هنا كانت البداية". وتجد الفنان التشكيلية أمام لوحاتها متعة الإبحار في عوالم خيالية، وتقول: "هي صديقتي الحميمية، والمتنفس الذي ألجأ إليه بحثا عن الراحة النفسية، لأسافر عبرها بالعقل والروح في عوالم أخرى". وتتميز لوحات شعنان بالاحتفاء بالإنسان والطبيعة، وتشتغل في الغالب على كل ما هو تقليدي وأصيل، إذ تجد في لوحاتها هوسا بالبسيط وبالتفاصيل الدقيقة. وفي هذا الصدد، أوردت الفنانة التشكيلية: "لوحاتي تشخص للأصالة المغربية، وتجمع بين التراث والتاريخ والإنسان المغربي. كما تضم عناصر متعددة كالمجوهرات والأقواس والبنايات والبناية والمدن القديمة". وفي لوحاتها الأخيرة التي أبدعتها شعنان يلمس المشاهد المهتم أن هذه الفنانة اختارت أن تجمع بين الأسلوب التجريدي وبين الأسلوب الواقعي في صورة مركبة. شعنان لا تردد في القول: "لوحاتي الأخيرة عبارة عن صورة مركبة تجمع بين الواقع وبين الخيال، حينما تظهر لك اللوحة للوهلة الأولى كأنها خيالية تجريدية مجردة من أي موضوع؛ لكن مع الإمعان تفكك رموزها لتحيلك إلى إرثنا الثقافي وتراثنا المغربي الغني". وعن اهتمامها بالتراث المغربي، تقول فاطنة: "أحرص كل الحرص على وجود علامات للتراث المغربي في لوحاتي، في محاولة لتوثيق الموروث الثقافي الأصيل الذي يزخر به بلدنا. ومن ثمّ، وجب الحفاظ عليه من خلال استلهام جماله ورونقه".