بعد أن نشرت هسبريس عددا من المعطيات الموثوقة حول ظروف وملابسات اعتقال قاسم تاج الدين، رجل الأعمال اللبناني المتواجد حاليا بسجن سلا 2 الخاص بالمتهمين في قضايا الإرهاب، والذي لقي خبر اعتقاله الأحد الماضي بالدارالبيضاء اهتماما إعلاميا كبيرا على الصعيدين الوطني والدولي؛ تلقت رسالة توضيحية من محام بهيئة الدارالبيضاء، يدعى "ع.ع"، يزعم فيها أنه الموكل الوحيد من عائلة المتهم للدفاع عن مصالحه أمام المحاكم المغربية، ويهدد بمتابعة الجريدة قضائيا. وجاء في الرسالة التي توصلت بها هسبريس من طرف المحامي "ع.ع": "إن زعمكم أن السيد قاسم تاج الدين مؤازر من طرف محام يسمى نوفل الشرقاوي خبر لا أساس له من الصحة. ونشرتم بيانات غير صحيحة متعلقة بانتماءات السيد تاج الدين السياسية. إن عائلة المعني بالأمر كلفتني بمؤازرته وعينتني حصريا محاميا وحيدا لمتابعة الملف". ونقلت الجريدة موالاة تاج الدين ل"حزب الله" اللبناني، عن العديد من المنابر الإعلامية اللبنانية، التي أفردت مساحات هامة لما سمته قرب رجل الأعمال المذكور من "حزب الله"، وهو ما دفع السلطات الأمريكية لإدراجه ضمن لائحة الإرهاب. من جهة ثانية، يتبين من خلال الوثائق التي توصلت بها هسبريس، أن ادعاءات المحامي "ع.ع"، التي يعتبر فيها أن المحامي الشرقاوي لا علاقة له بقضية قاسم تاج الدين، لا أساس لها من الصحة، إذ توصلت الجريدة من المحامي الشرقاوي، الذي سبق له أن صرح لهسبريس ببعض ملابسات اعتقال تاج الدين وعن المسطرة المتبعة في هذا النوع من القضايا، بوثائق رسمية تؤكد تكليفه بمهمة الدفاع عن رجل الأعمال اللبناني. وحسب الوثيقة الأولى التي تحمل ختما رسميا، فإن الشرقاوي مؤذون له، طبقا للفصل 129 من قانون المسطرة الجنائية، بالاتصال بموكله قاسم تاج الدين، وهي الرخصة التي تحمل الرقم 15. كما تفيد وثيقة أخرى، تحمل الختم الشخصي للمحامي المشار إليه، بما يلي: "أحيطكم علما بأنني كلفت من طرف السيد قاسم تاج الدين شخصيا بالدفاع عن مصالحه أمام المحاكم المغربية، وأنا قمنا بزيارته بتاريخ 14 مارس 2017 رفقة زميلنا "ع.ع" من هيئة الدارالبيضاء، وزيارة ثانية لوحدنا بتاريخ 16 مارس 2017، وزيارة أخيرة بتاريخ 17 مارس 2017، برخص صادرة عن السيد وكيل جلالة الملك بالمحكمة الابتدائية بسلا، تحمل على التوالي الأرقام 40170 و40181". وبالتالي تكون الرواية التي قدمها المدعو "ع.ع" مناقضة تماما لما أشارت إليه الوثائق أعلاه، إذ ادعى، في اتصال بهسبريس، عدم معرفته بأي محام آخر يتابع القضية، قبل أن يتبين لنا أنه سبق أن زار قاسم تاج الدين بالمؤسسة السجنية الموجود بها رفقة المحامي الذي ينفي معرفته به، بتاريخ 14 مارس 2017. وعن تفاصيل ما وجهه "ع.ع" من اتهامات، يوضح المحامي الشرقاوي: "هذا الزميل أساء إلى مهنة المحاماة، لأنه يحاول تشويه سمعة زميل له في المهنة بشكل غير مسبوق، ويحاول توريط هسبريس في صراع لا علاقة لها به". وأضاف المتحدث ذاته: "الدافع وراء ذلك، حسب رأيي الشخصي، لا يعدو أن يكون بحثا عن أضواء الإعلام، وهو أمر مثير للاشمئزاز يصدر عن محام مهمته الدفاع عن موكله ليس إلا". وحصلت هسبريس على معطيات جديدة تشير إلى أن السلطات القضائية المغربية لم تتوصل إلى حدود الآن من طرف السلطات القضائية الأمريكية بملف المتهم، حتى يتسنى لها الشروع في مسطرة الترحيل. وحسب مصدر مقرب من الملف، فإن محاميا لبنانيا سيصل في الأيام القادمة لمؤازرة تاج الدين، المصنف حسب ما أعلنته وسائل إعلام لبنانية مختلفة في "لائحة الإرهاب الصادرة عن وزارة العدل الأمريكية"، بتهمة "غسيل الأموال واستغلالها في دعم منظمات إرهابية". وكانت هسبريس سباقة إلى نشر تفاصيل اعتقال تاج الدين، عندما كان متجها إلى بيروت انطلاقا من مطار محمد الخامس الدولي، قبل أن تتم إحالته على أنظار وكيل الملك بابتدائية عين السبع بالدارالبيضاء، ليحال مرة أخرى على المؤسسة السجنية سلا 2، التي مازال بين أسوارها إلى الآن، في انتظار تسلم ملفه من طرف السلطات الأمريكية في أجل أقصاه 60 يوما، وفي حالة عدم التوصل بذلك سيتم تمتيعه بالسراح.