بعد صمت "مريب" خيّم على بلاغاته الرسمية وتصريحات قيادته، أطلق حزب التقدم والاشتراكية لسانه حيال أزمة تعثر مشاورات الحكومة التي دخلت شهرها الخامس؛ منتقدا استمرار حالة البلوكاج "وانعكاساته السلبية على الأوضاع العامة ببلادنا"، فيما لم يفوّت الفرصة دون الدفاع عن حليفه الانتخابي، حزب العدالة والتنمية. وخرج المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ببلاغ رسمي عقب اجتماعه الدوري ليوم أمس الاثنين، لم يشر فيه إلى موقفه من أي حزب مشارك في مشاورات تشكيل الحكومة، ما عدا تلميح إلى حزب العدالة والتنمية، حين دعوة البلاغ إلى "الامتثال لمقتضيات الدستور، واحترام الإرادة الشعبية المعبر عنها في سابع أكتوبر 2016، والتكليف الملكي للأمين العام للحزب المتصدر لنتائج هذا الاقتراع بتشكيل الحكومة وما يستتبع ذلك من ضرورة أن يمارس رئيس الحكومة المكلف لكامل صلاحياته".. وكانت لغة البلاغ ذكية حين تحاشت مهاجمة أي طرف سياسي أو إلى موقف رفاق محمد نبيل بنعبد الله من تشبث أو رفض طرفي المشاورات، "العدالة والتنمية" و"الأحرار"؛ لأحزاب كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو الاستقلال؛ حيث اكتفى حزب الكتاب بالتأكيد على "ضرورة أن تسعى كل الأطراف المعنية بمشاورات تشكيل الحكومة إلى إنضاج التوافق الإيجابي المطلوب". وحث الحزب الشيوعي المغربي أطراف المشاورات على ضرورة المقاربة القائمة على المسؤولية والرصانة، والتقيد بمقومات المنهجية الديمقراطية في بلورة وتفعيل الحل القائم على استحضار المصلحة العليا للوطن"، مشددا على "تكوين أغلبية قوية، ثم صياغة برنامج حكومي إصلاحي واضح يتم تبنيه والدفاع عنه من طرف كل فرقاء هذه الأغلبية، ويحظى بتصويت الثقة من طرف ممثلي الأمة"، على أن الأمر يحتاج إلى "الامتثال لمقتضيات الدستور، واحترام الإرادة الشعبية المعبر عنها في الاستحقاق التشريعي ليوم سابع أكتوبر 2016". وعلق الحزب على حالة البلوكاج التي فرضها التعثر في تشكيل الحكومة طيلة خمسة أشهر، بقوله إن هناك ضرورة لتجاوز "انسداد المشاورات بشأن تشكيل الحكومة، وإنضاج التوافق الإيجابي المطلوب"، مشددا على "الحاجة الملحة لضرورة تجاوز الوضع الحالي وما يتسم به من انسداد وانعكاساته السلبية على الأوضاع العامة ببلادنا"، حيث دعا كل الأطراف المعنية بمشاورات تشكيل الحكومة إلى "إنضاج التوافق الإيجابي المطلوب". وكان مثيرا في الآونة الأخيرة جنوح رفاق محمد نبيل بنعبد الله، الذي يوصف بالحليف الحكومي الوفيّ لحزب العدالة والتنمية منذ أول حكومة جاءت بعد دستور 2011، إلى الصمت حيال مشاورات تشكيل الحكومة؛ وهو ما دفع كريم تاج، عضو المكتب السياسي والمسؤول عن التواصل بالحزب، إلى الخروج بتوضيح يبرر فيه ذلك بالجولة الملكية في عواصم دول إفريقية. واعتبر تاج، في توضيح نشرته البوابة الرقمية لحزب "الكتاب"، أن غياب الإشارة إلى البوكاج الحكومي في بلاغ المكتب السياسي "ليس إلا لسبب واضح ومنطقي وهو تواجد صاحب الجلالة خارج أرض الوطن"، مضيفا أن كلا من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس التجمع الوطني للأحرار "هما مكونان معنيان بتشكيل الحكومة يرافقان جلالة الملك في جولته الإفريقية، وبذلك لا توجد أي مستجدات في مسار تشكيل الحكومة"، على أن موقف الحزب بهذا الشأن "ثابت" أي "التأكيد الدائم على ضرورة تشكيل حكومة منسجمة وقوية في أقرب وقت ممكن".