بلغ مجموع حالات العنف المدرسي المسجّلة داخل المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، منذ بداية الموسم الدراسي الجاري وإلى غاية نهاية الدورة الأولى، أزيد من 400 حالة مصرّح بها؛ فيما جرت معالجة مجموعة من الحالات الأخرى على صعيد المؤسسة دون التصريح بها. وقال محمد قزيري، المدير الإقليمي للوزارة بخريبكة، في كلمة ألقاها صباح اليوم بمناسبة تنظيم ملتقى دراسي حول "تفعيل التربية على القيم دعامة أساسية لمواجهة العنف والتطرف الفكري والسلوكي في الوسط المدرسي"، إن الواقفين وراء تلك الحالات هم التلاميذ والأساتذة والإدارة والأسر والغرباء وغيرهم. وأكد المسؤول الأول عن تدبير الشأن التعليمي بإقليم خريبكة، خلال مشاركته في أشغال اليوم الأول من الملتقى الدراسي المنظم من لدن ثانوية الإمام مالك الإعدادية بخريبكة، أن موضوع العنف المدرسي يؤرق الوزارة المعنية؛ بالنظر إلى تحوله من سلوكات معزولة ومحصورة إلى ظاهرة. وفي كلمة ترحيبية، أوضح عبد الرحيم البرغمي، مدير ثانوية الإمام مالك الإعدادية، أن المؤسسة قرّرت جعل التربية على القيم في مقدمة مرتكزاتها التربوية والتعليمية، منذ بداية الموسم الدراسي الجاري؛ حتى يتمكن التلاميذ من بعث تجليات الأنشطة الفكرية، في أفق تحسين وتطوير المدرسة العمومية من جهة، والمساهمة، من جهة ثانية، في محاربة العنف بمختلف أنواعه وأشكاله. أما إدريس داوود، رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بثانوية الإمام مالك الإعدادية، فقد اعتبر "التربية على القيم" موضوعا مهمّا وجَلَلا، نظرا لطغيان العنف في الأوساط المجتمعية، فصارت بذلك قيمنا محط تشكيك ومناقشة، مشيرا إلى أن من يعتدي على المرأة يربط فعلته بالشجاعة، ومن يخالف القوانين أو يمارس الغش في العمل والامتحانات يبرر سلوكه بتغيّر الأوضاع والأزمنة. ومن جهته، قال جمال الدين البوزيدي، ممثلا عن هيئة التفتيش والمراقبة بمفتشية الاجتماعيات، إن تنظيم الملتقى الدراسي حول التربية على القيم جاء ثمرة لفكرة جرت بلورتها منذ سنة، من أجل تسليط الضوء على أزمة التربية والتكوين، انطلاقا من الجانب المرتبط بأزمة تنزيل القيم بشكل فعلي وعملي، وانضباط القواعد، واستحضار الأبعاد الأخلاقية للممارسة التربوية، في ظل تنامي مختلف أنواع العنف. وأضاف المتحدث ذاته أن الرهان الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه يمكن في تأصيل قضية التربية على القيم، وتبادل الرؤى ووجهات النظر والأفكار حول الموضوع، والشروع في العمل الفعلي عوض الاكتفاء بالتنظير، والخروج بتوصيات وبلورة تصورات قابلة للتنفيذ، مع وضع التلاميذ في صلب النقاش، باعتبارهم النواة الأساسية والصلبة، بغية المساهمة في إصلاح المنظومة ككل. وفي تصريح لهسبريس، كشف محمد قزيري، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، عن أن اليومين الدراسيين يأتيان في إطار أجرأة التدابير ذات الأولوية، وفي سياق ورش فتحته المديرية الإقليمية، من أجل تعزيز التربية على القيم، ومحاربة جميع السلوكات المشينة بالوسط المدرسي، مع تتويج اليومين الدراسيين بالإعلان عن إحداث مرصد إقليمي لرصد العنف المدرسي، وتسطير توصيات يمكن أن تساهم في محاربة ظاهرة العنف، من جهة، وتخليق الحياة المدرسية، من جهة ثانية. وتجدر الإشارة إلى أن منظمي الملتقى خصصوا اليوم الأول لتنظيم ندوات فكرية، تحت إشراف مصطفى البرجاوي، باحث في العلوم الاجتماعية والتواصل بكلية علوم التربية بالرباط، وجمال الدين ناسك، عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ببني ملال، وخالد البورقادي، عن المختبر العلمي والبيداغوجي في العلوم الإنسانية بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، وعمر الرويضي عن المركز الدولي للدراسات والأبحاث العربية بالدار البيضاء، وعبد الرزاق أبو الصبر عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ببني ملال. ومن المقرر تخصيص اليوم الثاني من الملتقى الدراسي لتنظيم ورشات لفائدة تلاميذ ثانوية الإمام مالك الإعدادية، وخاصة مندوبي الأقسام، وتشمل ورشة تكوينية حول مجال التنمية الذاتية ومهارات التفوق الدراسي، وأخرى حول المسرح والتنشيط، وورشة ثالثة حول التربية على المواطنة.