مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، كشفت من خلالها تفاصيل العثور على 7 كواكب شديدة الشبه بالأرض، في اكتشاف يوصف بأنه الأكبر في هذا المجال منذ الإعلان عن اكتشاف كوكب شبيه بالأرض العام الماضي. وقال علماء وكالة "ناسا"، في مؤتمر صحافي، إن الكواكب السبعة المكتشفة تدور حول نجم يعُرف باسم "ترابست1" يبعد مسافة 39 سنة ضوئية عن الأرض، وهي مسافة صغيرة نسبيًا مقارنة بتلك التي تفصل الأرض عن الكواكب الشبيهة التي تم اكتشافها سابقًا. وبحسب الورقة العلمية التي قالت "ناسا" إنها سُتنشر لاحقا في مجلة "نيتشر" (Nature) العلمية، فإن العقود الماضية شهدت اكتشاف ألوف الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، عبر استخدام طريقة قياس الضوء العابر لرصد الكواكب الشبيهة بالأرض؛ فعندما يمر كوكب ما أمام نجم ما، يحجب الكوكب قدرًا من الضوء عن ذلك النجم، وهو الأمر الذي يوفر للعلماء مجموعة من المعلومات عن حجمه. لكن الباحثين في "ناسا" استخدموا طريقة جديدة لكشف المجموعة الكوكبية الجديدة؛ إذ قاموا بعكس العملية برمتها؛ فمنذ عام 2010 إلى الآن، يقوم العلماء برصد النجوم القزمة صغيرة الحجم أولاً التي تصلح لدعم الحياة في الكواكب المحيطة بها، ثم يقومون برصد الكواكب بعد ذلك، واستنباط المعلومات الخاصة بتحليل الغلاف الجوي في النهاية. ورصد الباحث الرئيسي في الدراسة، مايكل جاليون، منحنيات الضوء الصادرة من الكواكب في 19 سبتمبر الماضي، بعد أن اكتشف وجود النجم قبل أكثر من عام، وتابع الباحث مسارات تلك الكواكب طيلة الشهور الماضية، حتى تمكن من التعرف بشكل لا لبس فيه عن فترات مرورها المدارية، التي تعرف بكونها الفترة اللازمة لأي جرم فلكي، سواء كان كوكبا أو قمرا طبيعيا، أثناء سيره في المدار. وقالت "ناسا"، في مؤتمرها الصحافي، إنها لاحظت أن الكواكب الداخلية الستة الأولى المكتشفة حديثًا تدور حول نجمها في فترة مدارية مُقدرة ب1.5 إلى 13 يومًا، وقد استخدم الباحثون تلك المعلومة للحصول على كُتل تلك الكواكب. واستخدم الباحثون طرقا متطورة متعلقة برصد الكواكب الخارجية للتنبؤ بالأطوار المدارية للكواكب السبعة المكتشفة حديثًا، وقالت ناسا إنها لا تزال بصدد دراسة احتمالية وجود مياه على سطح الكواكب الشبيهة بالأرض، وهو الأمر الذي ربما يكون داعمًا للحياة بشكل أو بآخر. وكشفت "ناسا" أبرز 10 معلومات عن الكواكب المكتشفة؛ أولها أن 3 كواكب منها لديها ظروف جيدة لتتطور عليها الحياة بالفعل، وثانيا أن الكواكب السبعة جميعها قد تحتوي على الماء، وثالثها أن هذا الاكتشاف يعد الأكبر من نوعه للوكالة؛ إذ لم يسبق لها اكتشاف نظام شمسي يحتوي على حياة بهذا القدر. ورابع المعلومات أن الكواكب السبعة تعتبر قريبة نسيبًا إلى الأرض، فهي على بعد 39 سنة ضوئية فقط، وخامسا، ووفقًا للإمكانيات الحالية، فإنه لكي يتم الوصول إلى تلك الكواكب سيستغرق البشر رحلة قدرها 44 مليون سنة. وسادسا أن الكواكب السبعة المكتشفة قريبة جدًا من بعضها إلى درجة أنه يمكن لساكني أحد الكواكب رؤية الكوكب الآخر، كما يرى البشر القمر، وسابعا أن قرب الكواكب من بعضها البعض يستبعد إمكانية وجود أقمار تابعة لها، وثامنا أنه خلال 10 سنوات على الأقل سيتأكد علماء ناسا ما إذا كانت على هذه الكواكب كائنات حية أم لا. والمعلومة التاسعة تتعلق بكون نجم "ترايبست1" يبعد بحوالي 325 تريليون ميل، وهو نجم صغير بالنسبة للشمس، ويقع في كوكبة الدلو. وعاشرا وأخيرا أن الكوكب "ترابيس وان آي"، أحد الكواكب السبعة، شديد الشبه بالأرض، فهو يقع على المسافة نفسها بين الأرض والشمس، وبحجم كوكب الأرض نفسه. والسنة الضوئية هي واحدة من أهم وحدات القياس التي تستخدم في المسافات البعيدة في علم الفضاء، وهي المسافة التي يقوم الضوء بقطعها خلال السنة الواحدة. وتبلغ سرعة الضوء نحو 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، من هنا فإن المسافة التي يقطعها الضوء في الدقيقة الواحدة تقدر ب 18 مليون كيلومتر، أما المسافة التي يقطعها في السنة الواحدة فهي 9.46 تريليون كيلومتر. ومنذ عام 2009 وإلى الآن، اكتشف العلماء نحو 4000 كوكب، منها أكثر من 13 كوكبا شبيها بالأرض. ويعد الكشف عن الكواكب الشبيهة بالأرض أحد أهداف علم الفلك الحديث، بسبب الأخطار المتزايدة التي يتعرض لها كوكب الأرض، واحتمالية نشوب حرب نووية مفاجئة أو ظهور سلالات جديدة من الفيروسات. وأعلنت ناسا مؤخرًا أن "كيبلر" اكتشف، منذ إطلاقه، 715 كوكباً جديداً، أضيفت إلى قائمة الكواكب خارج النظام الشمسي، ليصل عددها إلى قرابة 1700 كوكب. وأرسلت وكالة ناسا المسبار "كيبلر" إلى الفضاء في مارس 2009، في مهمة لاستكشاف ما إذا كانت هناك حياة في مجرة درب التبانة، ورصد مساحات من الكون يعتقد أنها تحتوي على ما يقرب من 100 ألف نجم شبيه بالشمس، ويحمل "كيبلر" على متنه أقوى كاميرا نصبت على متن مهمة فضائية حتى الآن. *الأناضول