تحوّلت العاصمة الرباط وجارتها مدينة سلا إلى ما يشبه بقعة جغرافية منكوبة بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منذ منتصف اليوم الخميس، حيث لا تزال عدد من الطرق في المناطق الحضرية وبعض الشوارع الرئيسية مقطوعة. كما تعطلت حركة سير الترامواي الرابط بين المدينتين أمام المواطنين، فهرعوا إلى محطات القطار في انتظار عودة الأمور إلى حالتها الطبيعية. وعاش أهل الرباطوسلا ساعات في الجحيم جراء الأمطار الطوفانية، التي أغرقت أحياء عديدة من العدوتين، حيث لم بلغ منسوب الفيضانات مستويات عالية تجاوزت المتر الواحد في بعض المناطق، كتيليوين واحصاين والقرية وسيدي موسى بسلا على سبيل المثال، شلت معها حركة السير تماما إلى درجة أن عديدا من السيارات علقت وسط المياه التي تحولت إلى ما يشبه مسابح كبيرة. وبالرغم من أن الأمطار، التي حققت نسبة قياسية في خلال ساعات قليلة، قد تراجعت في حدود الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم؛ فإن شوارع رئيسية بالعاصمة الرباط، مثل الحسن الثاني ومحمد الخامس، لا تزال في حالة فوضى بسبب استمرار تعثر حركة السير، خاصة أن قنطرة محمد السادس الرئيسية المارة فوق نهر أبي رقراق والرابطة بين سلاوالرباط تعيش حالة اختناق حادة في السير. ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في تناقل أجواء فيضانات اليوم بالمدينتين، حيث بث عديد من رواد الفضاء الأزرق "فيسبوك" نقلا مباشرا لحالة الحصار التي عاشتها عدة أحياء، مع نشر صور لمختلف أوضاع الفيضانات التي شبهها الفيسبوكيون المغاربة بموجة "تسونامي غاضبة"، في وقت فيه تهاطلت التعليقات منددة بغياب لدور السلطات المحلية والمنتخبين وشركات التدبير المفوض في معالجة فورية لما أسماه البعض "الكارثة الطبيعية". وحاولت هسبريس الاتصال بعبد اللطيف سودو، نائب رئيس جماعة سلا، الذي تابع الإجراءات المقدمة جراء هذه الفيضانات، إلا أن هاتفه ظل يرن دون جواب، في وقت لجأ فيه المسؤول الجماعي إلى صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، قدم خلالها معطيات تشير إلى انقطاع للكهرباء في أجزاء من مدينة سلا، موردا أن شركة "ريضال" للتدبير المفوض "تقوم باللازم لإرجاع الكهرباء إلى المواطنين". ونقل سودو أن "أمطارا كثيرة وقوية بسلا فاقت 70 مِم في أقل من أربع ساعات"، مضيفا أن "الناس في جل المناطق محاصرة.. محطة القطار لا يمكن الخروج ولا الدخول إليها .. الترامواي والقطار متوقف والمدارات أصبحت غرفة تحت المياه والمنازل بمختلف الأحياء دخل إليها الماء"، فيما قال إن الشركة قامت بمضاعفة فرق التدخل كما أن رئيس الجماعة "في خلية أزمة بتنسيق مع السيد العامل والسلطات والوقاية المدنية وشركات الأشغال وشركات النظافة.. كل الوسائل تستعمل الآن، لتخفيف الضغط على المواطنين"، وفق تعبيره.