في آخر خروج إعلامي له، صّعد حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من حدة لهجته ورفع درجة التحدي في صراعه الدائر مع حزب التجمع الوطني للأحرار، وخاصة رئيسه عزيز أخنوش، الذي صوّب نحوه زعيم الاستقلاليين سهامه، مقْسما بأن ثروته تفوق ثروة جميع المغاربة. وخلال حديثه في لقاء جهوي تواصلي استعدادا للمؤتمر ال17 لحزبه، المزمع عقده أواخر مارس المقبل، قطع شباط الهدوء الذي ظل يخيم على المشهد السياسي بفعل تعليق مشاورات تشكيل الحكومة لفسح المجال أمام عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي؛ إذ لم يدخر أي جهد في الرد على منتقديه وتفنيد الأخبار التي راجت مؤخرا حول حجم ثروته. وشكك شباط في ثروة رئيس حزب "الحمامة"، الذي ظل يرفض الانضمام إلى حكومة تشمل الاستقلاليين، معتبرا أن موقع أخنوش تحول خلال مدة قصيرة، تمثلت في حالة "البلوكاج" الذي تعيشه المشاورات. نبرة شباط القوية لم يسلم منها أيضا الجسم الإعلامي؛ إذ اتهم القناة الثانية ب"إدخال الفاحشة إلى البيوت المغربية"، قبل أن يتوجه بالنقد اللاذع صوب من وصفهم ب"المحللين الأغبياء والمأجورين للقنوات الرسمية، وبعض الجرائد والمواقع الإلكترونية"، وفق تعبيره. محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية، اعتبر التصريحات الصادرة عن زعيم الاستقلاليين بمثابة "هروب إلى الأمام، واستمرار لتخطي قواعد اللعبة السياسية بالنسبة للفاعل السياسي"، موضحا أن توجيه مثل هذه الاتهامات يتطلب التوفر على دلائل قاطعة تقدم إلى المؤسسة القضائية للبت والفصل فيها، وإلا أصبحت عبارة عن "سب وقذف غير مبرر"، وفق قوله. وقال زين الدين في تصريح لهسبريس: "من الناحية القانونية، فاتهامات شباط تبقى في حاجة إلى أدلة"، معتبرا أن مثل هذه التصريحات تعكس نهج سياسة "الأرض المحروقة" على الجميع، التي لن تجدي نفعا، كما حذر من إقدام الفاعلين السياسيين على "تجاوز قواعد اللعبة بصيغتها الصريحة والضمنية". وتعليقا على ما صدر عن الأمين العام لحزب "الميزان" بخصوص "2M"، قال الباحث في العلوم السياسية إن "وصف القناة الثانية بهذه الأوصاف يبقى أمرا غير مقبول، مادام بإمكان شباط التوجه إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري من أجل المطالبة بحق الرد على ما يعتبره إساءة إليه أو إلى حزبه؛ وذلك في إطار المقتضيات القانونية المعروفة والمتداولة في مثل هذه الحالات". وفسر المتحدث ذاته هذا التوجه في التصريحات بافتقاد المشهد السياسي المغربي إلى رجالات الدولة، وسطوة من وصفهم ب"المهيجين السياسيين"، كاشفا وجود "عدم إدراك لما يقوله الفاعل السياسي الذي بات يلوح باتهامات خطيرة جدا، ما يقلل من هامش الصلح والتراجع"، وفق تعبيره.