"أقول للجميع إن الحزب ليس حزب أشخاص، إن كنتم تحاربون حميد شباط، فهناك آلاف شباطات داخل الاستقلال"، بهذه العبارة استهل حميد شباط، الأمين العام لحزب الميزان، خطابه بمنطقة سيدي خيار في ضواحي فاس، مساء أمس السبت، أمام حشد كبير من أعضاء الحزب والمتعاطفين معه بجهة فاسمكناس، قبل أن يضيف قائلا: "لن أرد على أيّ بلاغ، لن أرد على أي بلاغ". شباط، الذي كان يتحدث في لقاء جهوي تواصلي استعدادا للمؤتمر ال17 لحزبه المزمع عقده أواخر مارس المقبل، أشار، مخاطبا الحضور، إلى أن تفاعل الاستقلاليين والمتعاطفين معه هو الجواب الحقيقي على كل البلاغات، "وخصوصا البرنامج، الذي كان في القناة الثانية التي أدخلت الفاحشة إلى الدور المغربية"، بتعبير زعيم الاستقلاليين. وخاطب الأمين العام لحزب الاستقلال من وصفهم بالمحللين الأغبياء والمأجورين للقنوات الرسمية وبعض الجرائد وبعض المواقع، قائلا: "حزب الاستقلال حزب قوي، وسيظل قويا، وهو ضمير هذه الأمة، وصمام الأمان في هذا البلد.. لأنه بدون حزب الاستقلال لا يمكن أن تستقيم الأمور... لأن الحزب والحركة الوطنية منذ 90 سنة وهما إلى جانب المؤسسة الملكية لتحرير الوطن ومن أجل تحرير المواطن المغربي". حميد شباط، الذي كان مرفوقا بعبد الله البقالي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ال17 للحزب، ذكر أن مواقف الحزب ثابتة وليست مدفوعة الأجر، قائلا في سياق كلامه: "نحن لسنا مأجورين، نحن حزب سياسي ضحى الرواد الأوائل بالأرواح والأموال والاعتقالات من أجل أن يكون هذا الوطن... ضحوا من أجل أن نعيش بكرامة كشعب، وأن نعيش في هذا الوطن بحرية، وأن نعيش ونحن كلنا جميعا نقتسم ثروات هذا الوطن". المتحدث لم ينس أن يوجه سهامه إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث ذكر، مقسما بالله العلي العظيم، أن ثروة المغاربة جميعا لا تعادل ثروة رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، قائلا في هذا الصدد: "هذا هو الواقع كنعيشوه.. اليوم كنشوفو واحد كان البارحة في شأن، واليوم أصبح في شأن آخر، فقط في هذه المدة من البلوكاج"، بتعبير شباط. زعيم حزب الاستقلال ذكر أنه يحترم القضاء، قبل أن يبرز، في إشارة منه إلى قضية المقال الذي نشره موقع الحزب عن واد الشراط، أنه في حالة إذا ما تم تحريك المتابعة في حقه سيشكل ذلك أكبر محاكمة سياسية في هذا القرن، مشيرا إلى أنه "لا يمكن تكميم الأفواه" موضحا أن مشكل هذا الوطن هم من أسماهم بالدخلاء والسماسرة الذين قال عنهم بأنهم يلعبون بالنار، ويخلقون العداوات من لا شيء، مشيرا في ذلك صراحة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي اتهمه باستهداف الإسلام. حميد شباط لم يفوّت الفرصة دون أن ينوه بقرار اللجنة الوطنية للحزب في حق كريم غلاب وأحمد توفيق احجيرة وياسمينة بادو، مشيرا إلى أنه، في ظل ما وصفها بالظروف العصيبة، قرر الاستقلاليون أن لا هوادة مع الخونة، الذين قال عنهم بأن لا مكان لهم نهائيا في قيادة الحزب في المؤتمر المقبل.