افتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب لقاءاته الثقافية في نسخته الثالثة والعشرين بندوة حول "التراث الإبداعي الأمازيغي في خدمة التنوع الثقافي في المغرب". وفي استعراضه لمقومات الثقافة الأمازيغية، أبرز الحقوقي الأمازيغي أحمد عصيد أن العنف بصنفيه المادي والرمزي جرمته القوانين الأمازيغية، وزاد: "الجسد البشري يعتبر مقدسا في الثقافة الأمازيغية، والحكم الأقصى لم يكن القتل بل النفي"، مضيفا: "ما خلصت إليه المرجعية الكونية لحقوق الإنسان اليوم موجود في ثقافتنا منذ قرون طويلة، وما نعيشه اليوم من تصاعد في حالات وأشكال العنف شيء معيب لثقافتنا". وأكد المتحدث ذاته أن "ما يمز الثقافة الأمازيغية عن باقي الثقافات الأخرى انفتاحها على حضارات البحر الأبيض المتوسط"، مستطردا: "الأمازيغية اليوم لا تتعلق بهوية خالصة أو بعرق خالص، بل بإرث للشعب المغربي من خلال تنوع موروثها الثقافي". من جهته، أبرز الباحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فؤاد أزروال أن الحكاية تعتبر العمود الفقري في الثقافة الأمازيغية، إلى جانب الشعر، معتبرا أن "مكوناتها تتحدث بقيم وأحاسيس إنسانية مشتركة، ولها خلفيات إبداعية ومؤثرات تختصر تجارب إنسانية باختلاف اللغة والمنطقة". واعتبر المتحدث ذاته أن الحكاية الأمازيغية تأثرت بالأساطير المتوسطية وأغنتها، وأضاف: "هذا التنوع يمكنه أن يخدم الثقافة الوطنية ويعزز انفتاحها، نظرا لانشغالها في بعدها التربوي على قيم التسامح". أما الباحث النوحي الوافي فشدد على أن الإبداع في الأمازيغية يشمل الشعر والنثر والنصوص التي تمزج بين التاريخي، الصوفي، والعلمي والشعري، وزاد: "هذا الإبداع مر بعدة مراحل كانت تطبعها الشفهية، كما حظي بجملة من العمليات التوثيقية الغزيرة ساهم فيها الأجانب"، مضيفا: "هذا التراث يعتبر علامة فارقة في الحياة الفكرية للأمازيغ، لكن أغلبه لازال حبيس الرفوف، خاصة في الزوايا".