تحولت مسيرة احتجاجية نظمتها مجموعة من الشباب، اليوم الثلاثاء، في ضاحية أولنيه سو بوا شمالي باريس؛ تضامنا مع شاب اعتدى عليه 4 من رجال الشرطة جنسيا الأسبوع الماضي، إلى أعمال شغب بادرت القوات الأمنية إلى الحيلولة دون اتساع رقعتها في الأنحاء المجاورة. وأفادت مصادر أمنية فرنسية، وفق مراسل وكالة الأناضول التركية بفرنسا، بأن المتظاهرين أضرموا النيران خلال المسيرة في 3 سيارات وحاوية للقمامة، وهو ما دفع قوات الأمن إلى التدخل والسيطرة على الوضع، واعتقال 24 متظاهرا من المجموعة المشاركة في المسيرة. وتجمّع السكان في حي "3000" حيث يقيم الضحية "ثيو"، وهو لاعب كرة قدم في ال 22 من عمره، والذي تعرّض لاعتداء جسدي تمثّل في إدخال عصا الشرطة في مكان حساس بجسده، ما استلزم نقله إلى المستشفى لإصابته ب "جرح طولي في القناة الشرجية" و"تمزّق في العضلة العاصرة". وردّد المتظاهرون عبارات من قبيل "لا للعنف" و"جميعنا ثيو"، و"العدالة لثيو"، وشارك في المسيرة رئيس المجلس المحلي لمنطقة "سان دوني"، ستيفان تروسيل. وفي وقت سابق اليوم، استنكر إيريك ديبون موريتي، محامي الشاب ضحية اعتداء العناصر الأربعة من الشرطة الفرنسية ما وصفه ب "الحادثة الخطيرة للغاية"، لافتا إلى أن موكّله يعاني من "صدمة" ناجمة عن الاعتداءات الجسدية التي تعرّض لها. وأشار، في مقابلة له مع مجلة "لكسبريس" الفرنسية، إلى أن "هذا الشاب المسكين لم يتمكن بعد من استيعاب ما حصل له..لم يكن أبدا مدانا، وكل ما أراده هو الذهاب إلى أخته لحظة إيقافه"، مستنكرا في الآن نفسه ما اعتبره "اغتصابا". وأضاف أن "عائلة ثيو تعتمد تعاملا سلميا، وهي لا ترغب في تأجيج الوضع وإشعال فتيل حرب عصابات"، وتابع "إنها عائلة مرموقة وتحترم قواعد النظام القضائي بالكامل، ولا تنتظر من العدالة سوى إجابات ومعاقبة المذنبين". وكانت وسائل إعلام محلية قد أوردت في وقت سابق بأن الشاب قد تم نقله إلى المستشفى؛ إثر إصابته بجروح بالغة الخميس الماضي بعد تعرضه لاعتداء جنسي، اُستخدم فيه هراوة الشرطة، خلال التحقق من هويته في ضاحية أولنيه سو بوا . وأوقفت الداخلية الفرنسية رجال الشرطة الأربعة عن العمل، واتهمت أحدهم بالاعتداء الجنسي، والثلاثة الآخرين بممارسة العنف عن قصد.