توقفت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، عند سعي الأرجنتين إلى تعزيز شراكات السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، الميركوسور، في ظل السياق العالمي الجديد، وعند دعم الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري لأبرز مبادرتين أطلقتهما الحكومة خلال السنة الجارية، وتتعلقان بإصلاح القانون الجنائي وبتشديد إجراءات مراقبة دخول المهاجرين الأجانب من ذوي السوابق الجنائية إلى الأرجنتين. كما اهتمت صحف المنطقة بإعلان الرئيسة ميشيل باشليت عن استفادة نحو 195 ألف طالبا من برنامج حكومي يمكن من مجانية التعليم، وللتدابير المقترحة من قبل الحكومة البرازيلية من أجل وضع حد لموجة العنف بعدد من سجون البلاد وكذا للمخاوف من احتمال تفشي وباء الحمى الصفراء في ولاية ميناس جيرايس. فبالأرجنتين، ذكرت يومية "لاناسيون" ان الحكومة الأرجنتينية ستدرس مع نظيرتها البرازيلية وضع أجندة مشتركة للنهوض بالتكتل الإقليمي، الذي يضم أيضا الباراغواي والأوروغواي، فضلا عن فنزويلا المعلقة عضويتها حاليا، لاسيما من خلال تسريع المفاوضات التي يقودها هذا التكتل الاقتصادي لإبرام اتفاقيات للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي ومع عدد من بلدان العالم. وأوردت اليومية أن السياق العالمي الجديد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتولي دونالد ترامب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يفرض إضفاء نوع من المرونة على سياسات ومفاوضات الميركوسور بشان اتفاقات الشراكة مع باقي التكتلات والبلدان، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن وفد حكوميا أرجنتينيا سيتوجه إلى برازيليا بعد اختتام أشغال المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد حاليا بدافوس، لبحث سبل تسريع مفاوضات المجموعة الاقتصادية، لاسيما مع الاتحاد الأوروبي، من أجل اتفاقيات جديدة للشراكة. وأضافت أن زيارة الوفد الأرجنتيني ستأتي عشية الزيارة التي يرتقب أن يجريها الرئيس ماكري إلى برازيليا في السابع من فبراير المقبل، حيث سيلتقي بنظريه البرازيلي، ميشيل تامر، لبحث علاقات التعاون الثنائي وسبل الدفع بالسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، التي تتولى الأرجنتين رئاستها الدورية حاليا. وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة "كلارين" الدعم "القوي" الذي ابداه الرئيس ماكري لأبرز مبادرتين أطلقتهما الحكومة خلال السنة الجارية، والمتعلقتان بإصلاح القانون الجنائي الأرجنتيني، لاسيما في شقه المتعلق بجرائم الأحداث من خلال خفض سن المسؤولية الجنائية من 16 إلى 14 سنة، وبتشديد إجراءات مراقبة دخول المهاجرين الأجانب من ذوي السوابق الجنائية إلى الأرجنتين، وخصوصا الذين سبق ان تورطوا في قضايا مرتبطة بتهريب وتجارة المخدرات. ونقلت الصحيفة عن ماكري قوله، خلال أول مؤتمر صحفي له خلال السنة الجارية بمقر الحكومة ''لاكاسا روسادا"، إن الأرجنتين أصبحت، بفعل التقاعس أو العجر أو الإهمال، بلدا جاذبا للجريمة المنظمة وحتى الأقل تنظيما"، داعيا المجتمع والطبقة السياسية إلى "الجلوس من أجل مناقشة الحلول" لمواجهة استفحال الجريمة، لاسيما التي يتورط فيها الأحداث. وبخصوص المهاجرين ذوي السوابق، أكد الرئيس الأرجنتيني أنه "لا يمكننا الاستمرار، نتيجة التقاعس، في السماح باختيار المجرمين للأرجنتين للقدوم وارتكاب الجرائم"، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير "وقائية" وعدم الترحيب بأصحاب السوابق من المهاجرين. وبالشيلي، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بإعلان الرئيسة ميشيل باشليت أن نحو 195 ألف طالبا سيدرسون بالمجان في 44 من الجامعات ومراكز التكوين التقني والمعاهد المهنية بالبلاد، وذلك في إطار برنامج تدعمه الحكومة. وذكرت يومية "لاتيرسيرا" أن الرئيسة باشليت أكدت ذلك خلال لقائها مع 21 طالبا سيلجون لمؤسسات للتعليم العالي من خلال "برنامج المواكبة والولوج الفعلي للتعليم العالي'' والذي يستهدف ابناء الفئات الهشة. وبالبرازيل، تناولت الصحف المحلية، على الخصوص، التدابير المقترحة من قبل الحكومة لإنهاء موجة العنف التي تشهدها عدة سجون بالبلاد منذ بداية العام الحالي وكذا المخاوف من احتمال تفشي وباء الحمى الصفراء في ولاية ميناس جيرايس. وذكرت يومية "فوليا دي ساو باولو" أن العنف المتفاقم في السجون، والذي اسفر عن مقتل 134 معتقلا في ظرف 15 يوما، دفع الرئيس ميشيل تامر إلى الاقرار بأن الوضع تجاوز "حدود الولايات" والإعلان بأنه سيسمح للقوات المسلحة بإجراء عمليات داخل السجون البرازيلية. وأوردت اليومية أن "هذا القرار جاء استجابة لضغوط الولاياتالبرازيلية من أجل الحصول على مزيد من المساعدات الفيدرالية، لكن وظيفة القوات المسلحة ستكون، في الواقع، محدودة للغاية وتمثل في القيام بعمليات التفتيش لانتزاع الأسلحة والمخدرات والهواتف المحمولة من السجناء"، مشيرة إلى أن عمليات التفتيش ستكون منتظمة ومفاجئة. ونقلت يومية "إستادو دي ساو باولو"، من جانبها، عن وزير الدفاع، راوول جونغمان، تأكيده أن نحو ألف جندي موزعين على 30 فريقا سيقومون بهذه المهمة في المرحلة الأولى. من جهتها، وتحت عنوان "تنبيه أصفر"، كتبت يومية "فوليا دي ساو باولو" أنه مع زيادة حالات الإصابة والوفيات المرتبطة بالحمى الصفراء، ازدادت المخاوف بولاية ميناس جيرايس من أن يتحول المرض إلى وباء، مشيرة إلى أن البرازيل سجلت خلال سنة 2016 ست حالات إصابة بالحمى الصفراء وخمس حالات وفاة مرتبطة بها، فيما تم خلال الأسبوعين الأولين من الشهر الجاري تسجيل حوالي 184 حالة إصابة بهذه الحمى و53 حالة وفاة مرتبطة بها.