في تفاعله مع انتخاب الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، رئيساً لمجلس النواب، أمس الاثنين، قال ميلود بلقاضي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "الزمن السياسي بالمغرب أصبح يسير بوتيرتين". وأوضح بلقاضي ذلك بوجود وتيرة سياسية مرتبطة بالمؤسسة الملكية، ووتيرة أخرى تابعة للأحزاب السياسية، وقال: "الكل تساءل حول الكيفية التي تم بها تعيين رئيس مجلس النواب، والسرعة التي تم بها الأمر، رغم أن المشاورات الحكومية لا تزال جارية، ولم تنكشف بعد معالم الأغلبية"، قبل أن يؤكد على أن اجتماع المجلس الوزاري كان وراء هذا القرار. أستاذ العلوم السياسية، وفي تحليله لانتخاب المالكي على رأس مجلس النواب، توقع أن تكون للقرار انعكاسات سلبية أكثر منها إيجابية؛ "فلا أحد كان يتوقع أن يعود حزب بوعبيد إلى المشهد السياسي بهذه القوة، ويصبح بذلك الحزب الذي احتل المركز السادس في الانتخابات رئيسا لمجلس النواب"، مضيفا أن الكيفية التي تم بها انتخاب المالكي "دوّخت" المتابعين للمشهد السياسي الوطني. وخلال كلمته بالندوة التي نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، مساء اليوم الثلاثاء بمقر الجريدة المركزي، عاد بلقاضي إلى المسار الذي مرت منه البلاد منذ وضع دستور جديد للاستفتاء، وقال: "المغاربة صوتوا من أجل تفعيل الدستور، من أجل رؤية أغلبية منسجمة ومعارضة قوية، كما ينص على ذلك الدستور، لكن ما وقع اليوم في التصويت على رئيس مجلس النواب يؤكد على أن من يتحكم في رئاسة المؤسسات الدستورية ليست الأحزاب، بل قوى لا نعرفها"، مؤكدا أن هذا السيناريو، الذي اعتبره رديئا، ستكون له، بلا شك، انعكاسات ستظهر خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وعرج بلقاضي على الكيفية التي تمت بها عملية التصويت على رئيس مجلس النواب، التي "أثارت العديد من علامات الاستفهام، خاصة مع حزب العدالة والتنمية الذي صوت بورقة بيضاء، ودعم حزب الأصالة والمعاصرة للمالكي، مع تسجيل انسحاب حزب الاستقلال خلال جلسة التصويت، وهو ما يؤكد اللخبطة التي يعرفها المشهد السياسي والحزبي المغربي"، على حد تعبيره. بلقاضي تساءل حول العديد من المؤشرات، خاصة تأخر "البيجيدي" في الكشف عن قراره بتشريح أحد قياداته لرئاسة المجلس من عدمه، "وكيف عرض بنكيران على عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، رئاسة مجلس النواب، وكيف تحول زعيم الأحرار إلى رقم صعب في المشاورات الحكومية رغم أن حزبه لم يتحصل على نتائج جيدة في الانتخابات"، وقال: "على ما أعتقد، كان هناك اتفاق سياسي بين أخنوش وبنكيران والعنصر من أجل عدم تعقيد الأمور أكثر". وخلص بلقاضي إلى أن ما يحصل "صعب"، معتبرا أنه "ليس في العالم نظام سياسي حيث حزب يقود الحكومة وأحزاب تترأس مؤسسات دستورية من المعارضة، خاصة حينما يتعلق الأمر بالبرلمان"، وهي الحالة التي نتجه نحوها حاليا برئاسة "البام" لمجلس المستشارين و"الاتحاد الاشتراكي" لمجلس النواب، قبل أن يضيف أنه من المرتقب أن يمر بنكيران إلى قبول شروط قاسية، خاصة دخول حزب الاتحاد الاشتراكي إلى التحالف الحكومي؛ "وذلك بعدما صوت حزب العدالة والتنمية بورقة بيضاء في انتخابات النواب، وهو ما يتحمل قراءات سيميائية تدل على أنها بداية استسلام المصباح لضغوطات ولشروط الآخرين، وربما تأكيد على أن حسابات بنكيران ضربت في الصفر"، على حد تعبيره.