بعد أن غابت عن الإدلاء برأيها في التطورات المتسارعة التي يشهدها ملف مشاورات تشكيل الحكومة، الجارية منذ ثلاثة أشهر، خرجت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، لتنتقد حالة "البلوكاج" السائدة، مؤكدة أن "بلاغ انتهى الكلام"، الصادر عن "رئيس الحكومة المكلّف"، أعاد المفاوضات إلى "نقطة الصفر". ووصفت القياديّة اليسارية ما يجري حاليا بين الفاعلين السياسيين ب"العبث السياسي"، معتبرة أن قائد الحزب الفائز بالانتخابات فشل في تدبير ملف المفاوضات، مدخلا المغرب بمعية الأحزاب الأخرى إلى نفق الأزمة السياسية، وفق قولها. وتضيف منيب أن ما يجري حاليا هو "بمثابة صراع من أجل التموقع جيدا في المشهد السياسي والحصول على أفضل موقع داخل الحكومة المقبلة". وفي تعليقها على الصراع الذي نشب بين حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، ورفض الثاني تواجد "حزب علال الفاسي" في الحكومة، قالت منيب، في تصريحها لهسبريس، إن "الصراع ليس بين الحزبين فقط، بل بين توجهين؛ يتمثل الأول في المخزن الاقتصادي في شخص حزب الحمامة، والثاني ليس سوى المخزن المحافظ ممثلا في حزب الاستقلال". وذكرت نبيلة منيب أن "الدولة لجأت إلى رفاق عزيز أخنوش كورقة جديدة بعد الفشل في تمرير حزبها المفضل في انتخابات 7 أكتوبر"، على حد تعبيرها، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. اصطفاف ثلاثة أحزاب سياسية إلى جانب حزب التجمع الوطني للأحرار في مفاوضات تشكيل الحكومة اعتبرته المتحدثة ذاتها "غير منطقي بالمرة، وتعكس حرب مصالح مستقبلية"، قبل أن تزيد: "مازالت هناك أزمة ديمقراطية في البلاد، وأزمة أحزاب غير مستقلة بقرارها .. هو صراع حزبي بين فاعلين لا يأبهون بمصلحة الوطن، بل همهم هو تقوية القبيلة والشركاء". ورغم بلاغ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بشأن وقف المفاوضات مع أخنوش والعنصر، فضلا عما صرح به زعيم التجمعيين بشأن تلقي حزبه "الورقة الحمراء"، رجحت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد عودة الأحزاب المذكورة إلى طاولة المفاوضات في الفترة القادمة، واعتبرت أنه رغم قوله "انتهى الكلام" يبدو أن الكلام لم ينته أبدا، وواصلت: "سيتراجع رئيس الحكومة عن كلامه ليعود إلى خيار فتح النقاش من جديد". وحول سيناريو دخول الملك على خط الملف فإن منيب استبعدت ذلك، مشددة على أن الأمر يتعلق بصراع بين أحزاب سياسية تبقى مطالبة بحله منفردة، كما نفت إمكانية تشكيل بنكيران لحكومة أقلية بثلاثة أحزاب فقط، لما قد يفرزه ذلك من "أزمة سياسية أكثر تعقيدا وخطرا على البلاد"، وفق تعبيرها.