في الوقت الذي تصنف فيه مدينة الدارالبيضاء ضمن أكثر المدن تلوثا، حمل مؤشر عالمي أخباراً غير سارة إلى سكان العاصمة الاقتصادية فيما يخص جودة المياه التي يشربونها. ووفق معطيات موقع "نامبيو" الأمريكي الذي يوفر آلاف المعطيات والإحصاءات، فإن جودة مياه الدارالبيضاء لا تتعدى نسبة 32.50 في المائة، مؤكدا أن نسبة تلوث الماء تبلغ 67.50 في المائة. الموقع العالمي المتخصص في معايير جودة العيش لفت إلى أن جودة مياه المدينة، التي تضم أكبر تجمع سكاني بالمملكة، تتأثر بنسبة التلوث المرتفعة بها، حيث تصل إلى 88.04 في المائة. وكشف المصدر نفسه أن الدارالبيضاء تتخبط في مشاكل عديدة تؤثر على جودة الحياة بها، في وقت تسارع فيه الزمن لتحجز مكانها ضمن المدن الذكية. وحلت العاصمة الاقتصادية للمملكة في المرتبة الثانية بعد العاصمة المصرية القاهرة، إذ تصل فيها جودة المياه إلى 22.56 من المائة، حسب الموقع الأمريكي. واعتبر المهدي لمينة، الناشط الجمعوي في المجال البيئي بالدارالبيضاء، أن ما توصل إليه المؤشر العالمي ليس بالجديد؛ ذلك أن دراسات سابقة أثبتت تلوث مياه المدينة. وأضاف رئيس جمعية "التحدي للبيئة"، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الشركة المكلفة بالتدبير المفوض للماء والكهرباء بالمدينة مطالبة اليوم بترك المختبرات للقيام بتحليل المياه والتأكد من جودتها، داعيا مجلس المدينة إلى تخصيص مكتب دراسات دولي للإشراف على عملية مراقبة الجودة، ومقاضاة الشركة في حال ما ثبت أنها لا تعير اهتماما لجودة المياه المقدمة للبيضاويين. ولفت الفاعل الجمعوي المهدي لمينة الانتباه إلى أن "المجتمع المدني في حال ما رغب في توعية البيضاويين باستعمال المياه المعدنية، فإن غلاءها يجعل الأسر غير قادرة على ذلك". وطالب المتحدث نفسه بضرورة تحلية مياه الصرف الصحي؛ وذلك من أجل عقلنة وترشيد استغلالها، خاصة أن كميات كبيرة يتم إنتاجها يوميا بهذه المدينة المليونية.