عندما طلب مني الزملاء في هسبريس أن أختار شخصية السنة في المجال الرياضي، اصطدمت بالفراغ، فعلى مستوى النتائج لم تحقق الرياضة المغربية نتائج لافتة، رغم أن سنة 2016 كانت سنة الألعاب الأولمبية، وهي المحطة التي ترى فيها الأمم وجهها في المرآة على المستوى الرياضي. لقد ظفر المغرب بميدالية برونزية يتيمة حصل عليها الملاكم محمد ربيعي، في وقت حصد بقية المشاركين الخيبة تلو الأخرى. في كرة القدم، عاشت الرياضة المغربية مرحلة طويلة من التخبط، فالمنتخبات المغربية أقصيت الواحد تلو الآخر، في وقت مازال المنتخب الأول يبحث عن ذاته، وهو الذي يتطلع إلى المشاركة في دورة كأس إفريقيا بالغابون في مستهل السنة المقبلة. لم تعرف كرة القدم تخبطا على مستوى النتائج فقط، بل إن الأمر طال أيضا الأمور التنظيمية؛ فالفرق غارقة في المشاكل المالية، كما أن البطولة تبدو عرجاء، بعدما ظلت الجامعة تتفرج، دون أن تحرك ساكنا ودون أن تبادر إلى تطبيق القوانين. وها هو النزيف بلغ اليوم مداه. ألعاب القوى لم تعد الرياضة التي كان يتابعها المغاربة بشغف كبير، لقد دخلت مرحلة انحدار طالت كثيرا، وأصبحت غائبة عن منصات التتويج.. كما أن الأفق يبدو مظلما. في بقية الرياضات تبدو الصورة غير واضحة المعالم، فرغم أن هناك بعض الاجتهادات إلا أن المحصلة النهائية لا ترقى إلى مستوى التطلعات. على مستوى المؤسسات التي تدير الشأن الرياضي هناك أيضا فراغ قاتل؛ فمازلنا لم نصل بعد إلى الفكر المؤسساتي، ولذلك تحولت بعض الجامعات والفرق إلى ضيعات لأشخاص بعينهم. وسط هذا الكم الهائل من النتائج السلبية، لا يبدو أن هناك شخصية رياضية طبعت السنة بشكل إيجابي. *رئيس القسم الرياضي ليومية "المساء"