برز اسم فردوس الغريسي في عالم تصميم الأزياء التقليدية منذ أول مشاركة لها في عرض أزياء ضمن فعاليات مهرجان '' قفطانوس '' الدولي للموضة بطنجة منذ خمس سنوات، حيث أثارت تصاميمها الانتباه بوصفها مصممة واعدة ومبدعة في مجال لا يتقنه سوى المتمرسون. لم يأت دخول فردوس الغريسي إلى عالم الأزياء بالصدفة، فقد ورثت حب المهنة من والدتها، التي كانت تعمل مصممة أزياء تقليدية. تقول فردوس: "مجال الأزياء لم يكن غريبا علي; لأني عشت منذ الصغر في أجوائه، واشتغلت إلى جانب والدتي خلال العطل، وإن ما شجعني أكثر على الدخول إلى الميدان هو أني أتمتع بموهبة التلاعب بالألوان". عندما أخذت ابنة مدينة مكناس قرارها بالدخول إلى هذا العالم، حرصت على أن تعزز موهبتها بالدراسة، حيث انخرطت في أحد المعاهد الخاصة لدراسة فن تصميم الأزياء; لكنها تعتبر أن "تناسق الألوان وترصيع الأحجار والإبداع في التصاميم موهبة أكثر منه تكوين". وحول علاقتها بزبوناتها، تقول فردوس: "ربما سرقتهن من والدتي، إذ أسعى إلى إرضاء أذواقهن بتصاميم فريدة تجمع بين الابتكار وبين الحفاظ على الأصالة مع الحرص على التطريز اليدوي التقليدي"، وأضافت: "أصمم لكل النساء المغربيات اللواتي يبحثن عن الأناقة، بعض النظر عن الوزن والطول والشكل ". تتنوع الألوان والقصات والتطريزات اليدوية المشرقة التي تقدمها فردوس; لكنها اختارت لتشكيلتها الجديدة لسنة 2017 ألوان الباستيل والتطريز اليدوي، الذي يجعل من القفطان قطعة فنية تتوارثها الأجيال بالإضافة إلى التنبات على مستوى الصدر، والاعتماد على قصات قريبة من الفستان في الجزء السفلي من القفطان. الأنامل الذهبية لفردوس جعلت العديد من الفنانات المغربيات يتمسكن بلمستها الإبداعية في القفطان المغربي; ومن بينهن حسناء زلاغ، وفاطمة الزهراء العروسي، ونجاة الرجوي، والممثلة سعاد خيي. ويظل التصميم للفنانة المطربة لطيفة رأفت الحلم والطموح الذي لن تتخلى عنه المصممة فردوس الغريسي.