أخيرا، وبعد أزمة انطلقت منذ تاريخ 3 أكتوبر الماضي، انزاح الكابوس الثقيل الذي كان يجثم على صدور التطوانيين والمتمثل في الحرمان من المياه لمُددٍ تتجاوز أحيانا الاثنتا عشرة ساعة. وكان قد انعقد، صباح اليوم الاثنين، لقاء جمع كل من السلطات الإدارية والجماعية المعنية ومدير الحوض المائي اللوكوس ومدير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ومدير شركة أمانديس، تمخّض عنه بلاغٌ يعلن عن اتخاذ قرار إعادة تزويد إقليمتطوان والنواحي بالماء الصالح للشرب على مدار الساعة بالشكل الاعتيادي الذي كان عليه قبل الأزمة. وعزا البلاغ قرار إعادة المياه إلى سرعة تقدّم الأشغال بشكل كبير بالقنوات التي ستمدّ سد مولاي الحسن بن المهدي انطلاقا من سد طنجة المتوسطي، بمقدار 500 لتر في الثانية، والتي ستنطلق في فبراير من العام المقبل، إضافة إلى إنجاز محطة لإنتاج الماء الصالح للشرب على سد واد مرتيل بالصبيب نفسه والمزمع تشغيلها في يوليوز المقبل، وأخيرا إنجاز الربط بقنوات على طول 25 كيلومترا بين سد مولاي بوشتى وسد النخلة والمرتقب تشغليه في الشهر نفسه والذي سيوفر أيضا صبيبا بمقدار 500 لتر في الثانية. وأضاف المصدر أن وضعية المخزون المائي بالسدود التي تزود تطوان والشريط الساحلي بالماء الصالح للشرب قد عرفت "تحسنا نسبيا بفضل التساقطات المطرية التي تعرفها المنطقة خلال هذه الأسابيع، حيث وصلت النسبة الإجمالية لامتلاء السدود إلى 13 مليون متر مكعب، إضافة إلى 10 ملايين متر مكعب بسد واد مرتيل، علما أن حاجيات الساكنة بالمنطقة تصل إلى 38 مليون متر مكعب". ودعت السلطات العمومية، في البلاغ الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، المواطنين والمواطنات إلى "التحلي بروح المسؤولية في التعامل مع هذه المواد الحيوية من خلال ترشيد الاستهلاك والابتعاد عن سلوك التبذير، كما برهنوا على ذلك خلال فترة التقنين السابقة"، حسب تعبير البلاغ. من جانبه، اعتبر "ع. ت"، أحد سكان تطوان، أنّ خبر عودة المياه بدا أشبه بيوم عيدٍ بالنسبة إلى التطوانيين، مُصرِّحا لهسبريس بالقول: "فعلا، لدينا الشعور نفسه الذي ينتابنا في الأعياد، الناس يباركون لبعضهم البعض هذه العودة، ومشاعرنا يصعب وصفها، ولا يمكن فهمها إلا إذا جرّبت فعلا أن ينقطع الماء عنك ولو ليوم واحد". صديق "ع. ت" أمّن على قول هذا الأخير معقّبا: "لقد دعت السلطات إلى ضرورة استعمال الماء بترشيد أكبر. ونحن بدورنا كمواطنين ننصح الجميع بأن يتعاملوا مع هذه المادة الغالية بما تتطلبه من اقتصاد، حتى تدوم النعمة".