أجمع خبراء مغاربة وأمريكيون على تحديد التحديات الجديدة التي يطرحها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بسبب قلة خبرته السياسية وتقلباته المزاجية، لكنهم أكدوا بالمقابل أن سياسة ترامب حيال المغرب رهينة بالدور الذي تقدمه المملكة في قضايا محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة. وأكد المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، خلال افتتاح اللقاء الذي نظمه المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية ومعهد "وينيب"، على أن للمملكة دورا مهما في محاربة الإرهاب وتوسيع العلاقات مع إفريقيا، والحوار بين الدول العربية، وإعادة إطلاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية". وأفاد رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، محمد بنحمو، أن انتخاب ترامب يثير كثيرا من التساؤلات بالنظر لضعف الخبرة وتقلبات الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية. وقال إن السياسة الأمريكية في عهد ترامب ستدخل مرحلة جديدة يطبعها الغموض وعدم اليقين". وأبرز الخبير المغربي أن النزعة التدخلية والخطوات الأحادية الجانب التي طبعت السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية في عهد أوباما أدت إلى نتائج كارثية في بعض البلدان، مشددا على ضرورة إعادة النظر في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وبلدان الشرق الأوسط. وبخصوص العلاقات المغربية الأمريكية، بين بنحمو أن المغرب، الذي يتمتع بالأمن والاستقرار في منطقة تواجه التهديدات وعدم الاستقرار، يحظى بعدة مؤهلات تتمثل في استقراره واختياراته الديمقراطية الراسخة ومقاربته البراغماتية وعلاقاته المتنوعة المبنية على منطق رابح- رابح". ولفت المتحدث إلى أن المملكة تظل فاعلا لا غنى عنه في جميع القضايا الأمنية التي تهم المنطقة، من قبيل محاربة الإرهاب وتجارة الأسلحة والمخدرات والجريمة العابرة للحدود"، معتبرا أن "الإدارة الأمريكيةالجديدة ستكون بحاجة إلى المغرب في هذه الملفات"، مبرزا الدور الأساسي التي تلعبه المملكة في المشهد الإفريقي في مجال الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية. أما سارة فيور، المتخصصة في شؤون شمال إفريقيا بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فأبرزت أن العلاقات الجيدة بين الولاياتالمتحدة وبلدان شمال إفريقيا مكنت الأسطول الأمريكي من نوع من حرية الحركة في البحر الأبيض المتوسط وضرب بعض بؤر الإرهاب، وخاصة في ليبيا. وأوردت فيور، ضمن ذات اللقاء الأكاديمي، بأن المغرب هو البلد الذي يتمتع بالعلاقات الأكثر تميزا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في منطقة شمال إفريقيا، مذكرة باتفاق التبادل الحر الموقع بين البلدين والتعاون المتنامي بين الرباطوواشنطن"، ومبرزة تعزيز ريادة المغرب على الصعيد الإفريقي وخاصة في مجالات الاقتصاد والأمن. وعاد المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ليؤكد أن دونالد ترامب حدد خلال حملته الانتخابية بعض محاور سياسته الخارجية التي سينهجها، والمتمثلة في تدمير تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتبني سياسة أكثر تشددا تجاه إيران وتعزيز العلاقات مع إسرائيل.