أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مساء اليوم الخميس، عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة جولتها الأولى يوم 23 أبريل 2017. جاء إعلان الرئيس الفرنسي في كلمة ملتفزة من قصر الإليزيه، في وقت يواجه فيه اليسار الفرنسي معركة صعبة للحفاظ على منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة، إذ شهد هولاند مستويات قياسية من عدم القبول الشعبي في استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا. وهناك انقسام داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي بشأن مجموعة من الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذتها الحكومة، بما في ذلك إصلاحات عمالية ومحاولة لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب. ولكن بعد فوز فرانسوا فيون في الانتخابات التمهيدية للمحافظين، والذي يعرف بأن لديه برنامجا لخفض النفقات وتحرير الاقتصاد واتباع النهج المحافظ في القضايا الاجتماعية، يمكن أن يترك فشل اليسار في تقديم مرشح مقنع الناخبين ممن خاب ظنهم أمام جولة إعادة بين فيون وبين اليمينية المتطرفة ماريان لوبان. تجدر الإشارة إلى أن مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، لم يستبعد الترشّح للانتخابات التمهيدية للاشتراكيين، لاختيار مرشّح هذا التيار لرئاسية 2017، محذرا مما أسماه ب"الميكانيكية" التي من شأنها أن تقود اليسار الفرنسي إلى الهزيمة في 2017. وبالنسبة إلى رئيس الوزراء الفرنسي، فإن الانتخابات التمهيدية للاشتراكيين، المقررة يومي 22 و29 يناير المقبل، "ينبغي أن تعطي دفعا من الأمل، وينبغي أيضا الاستعداد للمواجهة، وأنا أستعدّ لذلك، بل جاهز". وباستثناء الرئيس جورج بومبيدو، الذي توفي أثناء مباشرته لمهامه عام 1974، لم يحدث أبدا في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة أن تخلّى رئيس عن الترشح لولاية ثانية. يذكر أن نتائج استطلاع رأي نشرت يوم أمس كشفت أن الفرنسيين يفضّلون مانويل فالس كمرشح يساري لانتخابات رئاسة فرنسا المقبلة على الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، كما يرون أن رئيس الوزراء الحالي يتعين عليه الترشح في الانتخابات التمهيدية لليسار. وأشار الاستطلاع، الذي أجراه معهد (أودوكسا) ونشرته محطة (فرانس إنفو)، إلى أن 74% ممن شاركوا فيه صوّتوا لصالح فالس كأفضل مرشح لليسار في رئاسة فرنسا، مقابل 22% لصالح هولاند.